منصة الصباح

 الواقع السينمائي في العالم الثالث (2-2)

حديث السينما

 بقلم / صبري النعال

كنا قد تحدثنا في الأسبوع الماضي عن السينما انتاجا في العالم الثالث، ونتحدث اليوم عن السينما من حيث كونها “فن جمهور”.

لقد ظل الفن السنيمائي مرتبطا بموجات المد والجزر للسنيما الغربية عموما، والنموذج الهيلودي بصفة خاصة، وعلى الرغم من أن القدرات التكتيكية لسنيمائي العالم الثالث فقد ارتفع مستواها نتيجة افتتاح المعاهد الفنية المتخصصة إلا أن هذه القدرات لم توظف بالقدر الكافي في معالجة قضايات ومشاكل وصراعات الواقع الاجتماعي الحي برؤية سنيمائية يتزاوج فيها تزاوجا صحيا الواقع الموضوعي وخصوصية الفنان مع التشويق والمتعة الفنية والإبهار الآلي.

غير أنه لابد من الاعتراف بالجهود الخلاقة التي قام بها في دروب العالم الثالث السنيمائية نفر من الفنانين الجسورين الذين تمردوا على النموذج الهيلودي وسيطرة البراجوازية وقيمتها وقدموا أفلام ذات خصوبة أصلية سواء من حيث اللغة أو المضمون تغني التراث الإنساني للفن السنيمائي هؤلاء الفرسان يخوضون بجهودهم الفردية المتفرقة من زوايا مختلفة وبقدرات متفاوتة معركة تطويع آلة السنيما وصناعتها لخلق سنيما إنسان العالم الثالث.

ومن الملاحظ أن هذه الجهود قد واكبت حركات الثورة والتغيير في العالم الثالث وتأثرت صعودا وهبوطا بانتصارات وهزائم في الحراك الذي يشهده إنسان العالم الثالث من أجل حريته وتقدمه الذاتي والموضوعي معا.

وإذا أردنا الحديث عن السنيما “جمهوراٌ”، نجد أنها ورغم أنها تتمتع بدائرة أوسع من المستقبلين لها بالقياس إلى دوائر الفنون الأخرى في العالم الثالث مع أنها ما برحت أضيق نطاقا بالمقارنة إلى دوائر الفنون الأخرى في أمريكا وأوروبا والبلدان الاشتراكية ويدل ذلك على قلة دور العرض بالنسبة للتعداد السكاني فضلا عن تمركزها في المدن دون الريف وربما يرجع البعض أن السبب في ذلك يعود إلى الأمية والتقاليد الاجتماعية التي ترى في السنيما أنها مضيعة للوقت والفائدة ترجى من ورائها لجهلهم بها وعدم معرفة آثارها، ومن هنا فإننا نستطيع القول بأن الناس إعداد ما جهلوا، إضافة إلى أن ارتفاع أسعار تذاكر دور العرض في بعض الدول جعلها لاتتناسب والإمكانيات المادية للغالبية المطحونة من شعوب العالم الثالث.

والحال هذه فقد استمر اعتبار أن السنيما مجرد سلعة تجارية خاصة من نصيب القادرين خارجة عن مجال المتع الثقافية والغذاء الوجداني لجموع الشعب، وكان من نتيجة هذا الوضع أن استغلت السنيما في العالم الثالث وجود رأي عام واسع جماهيريا يتسم بعمق اجتماعي شعبي يمكن أن يلعب دور الضاغط المؤثر على مؤسسات الإنتاج واتجاهاتها من ناحية ودور الدافع والمساند للفنان السنيمائي للتحرر من قيود رأسمالية السنيما ونموذجها الهليودي من ناحية أخرى وعلى العكس فإن المحدودية النسبية لجمهور السنيما بطبيعتها البرجوازية الغالبة والتي تشبعت على مدى سنوات من عمر السنيما بقيم وجماليات الأفلام الأجنبية قد أصبحت تلعب موضوعية دور الدافع والمساند المؤسسات الإنتاج واتجاهاتها من جهة ودور القامع والمحد لمهمة الفنان السنيمائي على التحرر والانطلاق من جهة أخرى .

وللحديث بقية

شاهد أيضاً

وصول قافلة المساعدات الليبية إلى الشعب الفلسطيني

 الصباح اعلنت جمعية الهلال الأحمر الليبي، عن وصول أول شحنات المساعدات الليبية إلى الشعب الفلسطيني …