منصة الصباح

ترجمة “الهزيمة النكراء للإيطاليين في قصر بوهادي”

تحصَّل كتاب “الهزيمة النكراء للايطاليين في قصر بوهادي“، لمؤلفه البروفيسور “انجلو ديل بوكا”، على ترجمتين منفصلتين، إحداهما من “الدكتور نور الدين سعيد”، التي ستصدر قريبًا عن “المركز الليبي للبحوث والدراسات التاريخية”، والقانية من “الدكتور يونس فنوش”، الذي قام بطباعتها على حسابه الخاص..

الدكتور. نور الدين سعيد..

اختيار الكتاب تحديدا لترجمته

أشار “نور الدين سعيد” إلى أن معركة “قصر بوهادي” أو “القرضابية”، معركة فاصلة، تُعد من أهم معارك الجهاد في القرن العشرين، وهي الصفعة الأعظم في وجه الجيش الايطالي، منذ تأسيس روما وحتى أيامنا هذه، بحسب المؤرخ “آنجلو ديل بوكا”، الذي يُعد أحد أكبر مؤرخي الاستعمار الايطالي في إيطاليا والعالم.

ويُعد “ديل بوكا”، إضافة إلى تخصصه في التاريخ، أحد أشهر الصحفيين والكتّاب الطليان في القرن العشرين وما بعده، حتى وفاته في العام “2020”..

ويضيف “سعيد” عبر منشوره الذي نشره على صفحته الخاصة: “معركة قصر بوهادي باختصار، هي التي وحدت التراب الليبي، والتقى فيها أهم أقطاب الجهاد بعيد الاحتلال بأربع سنوات، صفي الدين السنوسي، الساعدي بن سلطان، أبو بكر النعاس، رمضان الشتيوي السويحلي، محمد فوزي، وعبد النبي بلخير بيك، تناسوا حزازاتهم، وأوهموا العقيد أنطونيو مياني بالانضمام إليه، حتى إذا حانت ساعة الصفر، وضعوه بين فكّي كماشة ومزقوا أوصاله، لأن الحرب ببساطة يجب أن تكون خدعة، خصوصاً لشعب يريد الاستعمارُ أن يفتكَّ أرضه بالقوة، لا يوجد حل آخر عدا ايقاعه في المصيدة، وتذويقه مرارة أكل أراضي الغير بالباطل والفجور. جيش السنوسية بقيادة صفي الدين من جهة، وباقي مجموعة المجاهدين السالفي الذكر بكتائبهم من جهة أخرى، ليبقى مياني فاغراً فاه، وسط هزيمة لم يشهد لها تاريخ ايطاليا مثيلاً. “..

غلاف الكتاب والترجمة..

تسجيل حي للأحداث

ويصف “سعيد” أسلوب “ديل بوكا”:

“كتب ديل بوكا كتابه هذا برشاقة منقطعة النظير، بالرجوع إلى مصادر حية من التقارير والكتب والمذكرات التي كتبها العقيد مياني، وباقي الضباط المشاركين في المعركة، والصحف الإيطالية التي كانت تسجل الأحداث بشكل آني. الكتاب تسجيل حي للأحداث بني على طريقة ومنهج الحوليات التاريخية من الدقيقة إلى الساعة إلى الشهر، معتمداً على الدراسات التي اهتمت ليس فقط بتاريخ السياسة الايطالية والحروب، بل بتاريخ الاجتماع والاقتصاد الذي صاحب المرحلة، وسجل بالصور الحية كل أحداث المعركة، مع رواية تاريخية لحياة هذا العقيد المهزوم، مروراً بمسيرته إلى الجنوب ولقاءه برموز الجهاد في محروقة واشكدة، التي أذاقه فيها كذلك مرارة الحرب المجاهد الكبير محمد بن عبدالله البوسيفي، الذي لم يستسلم حتى نال الشهادة رحمه الله، وتم ذكره في تاريخ العدو باحترام جم لبطولاته، هو وكذا آل المنتصر كساسة كبار ومراوغين للعدو، وآل سيف النصر التي كانت تقود المعارك وتخوض غمار النار، ومن ثم المجاهد الشرس العتيد صالح الايطوش زعيم قبيلة المغاربة، وغيرهم من المجاهدين المشاركين الأفذاذ.”..

كتاب لا يدعو مجالا للشك في قوة وبأس أهلنا من أجدادنا الأفذاذ، خصوصاً وأن كاتبه تميز بنزاهته وصدقه في الكتابة التاريخية. وهو إيطالي على كل حال..

الدكتور. يونس فنّوش..

ويشير “سعيد” إلى ترجمة “الدكتور فنوش”، دون علم أحدهما بترجمة الآخر:-

“وإن بلغني هذه الليلة أن الأستاذ يونس فنوش ترجم هو الآخر معركة قصر بوهادي، وأعلن هذه الليلة عن ترجمته، دون علمي المسبق بذلك، فإنني سعدت جداً للخبر، وأرى أنه سيكون إثراءً كبيراً للقراء بأن يقرأوا الكتاب بأسلوبين مختلفين إن شاء الله تعالى.. وما كنت لأعلن عن الكتاب بأمانة حتى صدوره، لكنني سأحتفي بكلا الترجمتين في هذه الحالة”..

شاهد أيضاً

“ميتا” تواجه دعوى قضائية بتهم هيمنة واستحواذ

  تستعد شركة “ميتا”، المالكة لمنصات “فيسبوك” و”إنستغرام” و”واتساب”، لمواجهة حاسمة أمام لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية …