منصة الصباح
النوم في الضوء.. عادة شائعة تهدد قلبك بصمت

النوم في الضوء.. عادة شائعة تهدد قلبك بصمت

متابعة : تقوى البوسيفي

بينما يظنّ البعض أن النوم أمام شاشة التلفاز أو في غرفة مضاءة أمرٌ اعتيادي لا ضرر فيه، تكشف الأبحاث الحديثة عن حقيقة مقلقة: الضوء أثناء النوم قد يُجهد قلبك ويُربك جسمك أكثر مما تتخيل.

فقد أظهرت دراسة جديدة نشرتها جمعية القلب الأمريكية أن النوم في بيئة مضاءة يحفّز الجهاز العصبي ويزيد معدل ضربات القلب وضغط الدم، ما يؤدي مع مرور الوقت إلى ارتفاع خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

النوم في الضوء

ضوء غرفتك ليلًا.. خطر صامت يرهق القلب دون أن تدري يؤكد الباحثون أن دماغ الإنسان يفسر الضوء ليلًا كإشارة نهار، فيتوقف الجسم عن إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم، فيدخل الجهاز العصبي في حالة يقظة غير طبيعية.

هذا التوتر المستمر يؤدي إلى ارتفاع مؤشرات الالتهاب في الأوعية الدموية، ما يضعف جدران الشرايين ويزيد احتمالية الإصابة بأمراض القلب وتصلّب الشرايين.

نتائج الدراسة: حتى الإضاءة الخافتة ليست آمنة راقب الباحثون أكثر من 466 شخصًا بمتوسط عمر 55 عامًا على مدى عشر سنوات.

النتائج كانت لافتة: واحد من كل ستة أشخاص أصيب لاحقًا بمشكلة قلبية خطيرة.

كما تبيّن أن الضوء الخافت يرفع خطر أمراض القلب بنسبة 35٪ خلال خمس سنوات، و22٪ خلال عشر سنوات.

أي أن النوم في ضوء خفيف — وليس ساطع — يكفي لإجهاد القلب على المدى الطويل.

عوامل تزيد الخطر

الدراسة لم تكتفِ بتحميل الضوء وحده المسؤولية، بل أشارت إلى أن الخطر يتضاعف عند وجود عوامل أخرى، أهمها:

1. العيش في المدن الكبرى: حيث الإضاءة الليلية لا تنطفئ أبدًا، مصحوبة بضوضاء الطرق والمحال التجارية.

2. العمل في ورديات ليلية: الذي يربك الساعة البيولوجية للجسم ويزيد اضطرابات النوم والسمنة والكوليسترول.

3. الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم: فالضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يمنع إفراز الميلاتونين ويؤثر على جودة النوم وصحة القلب.

الوقاية تبدأ من غرفة نومك

توصي جمعية القلب الأمريكية بعدة إجراءات بسيطة لحماية القلب وتحسين جودة النوم، أهمها:

• إطفاء الأنوار غير الضرورية قبل النوم، حتى الإضاءة الخافتة.

• تركيب ستائر عازلة للضوء لحجب إضاءة الشوارع والمصابيح الخارجية.

• تجنّب استخدام الهواتف والأجهزة الذكية قبل ساعة من النوم.

• تثبيت مواعيد النوم والاستيقاظ يوميًا لتنظيم الساعة البيولوجية.

• ممارسة أنشطة مريحة قبل النوم كقراءة كتاب أو الاستحمام بماء دافئ.

راحة القلب تبدأ من عتمة بسيطة

قد يبدو النوم تحت ضوء خافت عادة غير مؤذية، لكنها — وفقًا للعلم — تسرق من قلبك راحته تدريجيًا.

لذا، ينصح الأطباء بإطفاء الأنوار قبل النوم، وإغلاق الهاتف، وتهيئة غرفة مظلمة وهادئة تمنح الجسم فرصة للتعافي الطبيعي.

وإذا استمرت اضطرابات النوم أو الأرق، فيُنصح بمراجعة الطبيب المختص لتحديد السبب قبل أن يتحوّل التعب الليلي إلى خطر قلبي حقيقي.

 

 

شاهد أيضاً

"همس الأماكن".. سبع حكايات تونسية في دفء الذاكرة

“همس الأماكن”.. سبع حكايات تونسية في دفء الذاكرة

صدر حديثًا عن دار السراج للنشر والتوزيع كتاب جديد للكاتبة والشاعرة فتحية الجديدي بعنوان “همس …