الحربي: تستهويني المقالة الساخرة والأغنية الليبية ظُلمت إعلاميًا وسُرقت ونُسبت للغير
حنان علي كابو/ الصباح
يدرك الكاتب الدكتور ناجي الحربي كيف يجذب انتباه القارئ له بطريقته الآسرة في السرد التي تجمع ما بين السخرية المريرة والمعلومة بلغة سلاسة.
ويجيد الحربي رص الحكايات يلتقطها من مساه” أم الدالية “ـ ويكثفها بقليل من الخيال والمتعة في فضاء النص، يكتب ولا يلقي بالا أو هكذا يتراءى لنا، أفسح لإصداراته مكانا للأغنية الليبية خوفا من سرقتها وللحفاظ على أرثها وإخلاصًا لأصحابها ولكلماتهم التي عاشت بيننا.
كتب الحربي عشرات المقالات وترأس موقع السلفيوم وأداره بامتياز وترك بصمته فيه، ويقول عن اختياره لهذا النوع من الكتابة “المقالة تعني الناحية التي تمس الكاتب عن قرب.. فهي حالة ولادة لا موعد لها”
وأضاف: المقالة عندي : معلومة .. وجاذبية.. وتشويق.. ووضوح.. ولغة سليمة.. تستهويني المقالة الساخرة .. وقريتي اشتهرت بالكوميديا السوداء وربما لها تأثيرها في حبي للمقالة الساخرة”
يكتنف أسلوب الحربي، السهل الممتنع فهل عمد إلى ذلك؟
الحربي يرد قائلًا “السهل الذي لا يمكن تقليده.. والممتنع ذلك الذي لا يمكن وجوده خارج الذهن”،
دوما ما تأخذ الحكاية وأطرافها لب الحربي ويجيد ذلك ببراعة ” الحكاية هي صياغة الأحداث الماضية بأسلوب مشوق.. بسيط.. يصل إلى القلب قبل العقل”.
ويفسر اهتمامه بالأغنية الليبية، وقد صدر له كتاب “مطلوق سراحك يا اطوير ” وشرع في كتاب آخر تحت الإعداد بعنوان “كيف الحال ” بأن “الأغنية الليبية ظلمت إعلاميا.. سرقت.. ونسبت للغير.. تراثنا يجب أرشفته والمحافظة عليه بتوثيقه. مع مراعاة حق المؤلف والملحن”..
كما صدر للحربي كتاب “الليبيون في ظل الوجود الفينيقي والإغريقي “وحول سؤالنا متى يكون للتاريخ وجه السرد الآسر، يجيب “يكون التاريخ وجه السرد الآسر عندما يكون موضوعيا وغير منحاز .. ومكتوب بمنهجية تاريخية صحيحة.. ويكتب بناء على وثائق ومصادر” .
وحول تنوع إصدارات الحربي قال “الإصدار .. مهما كان.. له فرحة كالفرحة بالمولود الجديد.. اعتز بإصداراتي الستة.. أقصد ابنائي الستة.. رغم عدم الرضا عن البدايات.. لكنها كانت مهمة في حياتي” ..
وكتب الحربي عدة مقالات بعد تقاعده جسد من خلالها شعوره بالتقاعد فهل يا ترى تصالح مع فكرة التقاعد مع خريف العمر ؟!
ورد الحربي عن ذلك بأن “شعور التقاعد لذيذ.. هو تحرر من سلطة المدير والإدارة والمسؤولية.. والمبدع ليس له عمر للتقاعد.. تقاعد المبدع ليس مرتبط بسن معينة.. لعلها فرصة للتفرغ للقراءة والكتابة والتأليف”..