صاحب السعاده الموسيقار
الصحفي / عبدالله الزائدي
صباح الفن
( 2 )
في العدد الماضي سردنا المحاولتين الناجحتين لمسعود الدراجي لدخول عالم الفن من باب برنامج المواهب الذي أذاعه راديو بنغازي مطلع الستينات وكيف تنتهي المحاولات في كل مرة بتراجع الفتى عن مراده خوفا من ردة فعل والده اذا سمع صوته يغني ، لكن الطموح شغف والشغف جموح وانطلاق يستعصي على اي لجام ، فقرر مسعود أن ينطلق للمشاركة مرة أخرى في البرنامج و تغير مقدمه السابق واصبح من تقديم الفنان السيد بومدين رحمه الله ، واختار مسعود هذه المرة اسم ( ابراهيم فهمى ) ذلك الاسم الذي بات لاحقا اسمه الفني وايقونة في تاريخ الفن الليبي ، وإبراهيم فهمي كان إسم دكتور فى بنغازي وكان هدف مسعود أن لا يعلم والده بمشاركته كما حدث في المرتين السابقتين التي سردناها في المقالة السابقة ، ونجح مسعود للمرة الثالثة وكرر ما فعله فى المرتين السابقتين، وتوقف عن الاستمرار خوفا من أن يعلم والده، وفي تلك الفترة كان مسعود يلعب كرة القدم فى أشبال نادي النجمة وفي النادي وبعد ايام من مشاركته الاخيرة في برنامج المواهب تفاجأ مسعود بالفنان سيد بومدين فى النادى، وعندما رأى بومدين مسعود اقترب منه وقال له ( أنت وين انت كنت نجم برنامج ركن الهواة لماذا هربت يابنى ؟) أثر هذا الاهتمام في نفس مسعود وشعر أن ما يعتقده مجرد رغبة فنية في نفسه هي موهبة حقيقية و شعر بسعادة كبيرة لاهتمام فنان كبير به الى هذه الدرجة لكن صفو الفرح يكدره خوف مسعود من والده وهنا فتح قلبه للفنان بومدين وتحدث بصراحة شارحا انه يرغب دخول مجال الفن لكن بينه وبين باب الاذاعة موافقة والده وهنا قال بومدين لمسعود (من هو أبيك ؟ ) اجاب مسعود ( عمر الدراجى ) فابتسم بومدين وقال ( لا ليست مشكلة فأنا أعرف أبيك جيدا و سأكلمه في الموضوع ) في تلك اللحظة ارتفعت السعادة في قلب مسعود وشعر أن حلمه اقترب اكثر واتفق مع بومدين على أن يتقابلا فى اليوم الثانى فى الإذاعة . وفعلا ذهب مسعود إلى قسم الموسيقى بالإذاعه ووجد السيد أبو مدين ومعه حسن عريبى الذى كان رئيسا لقسم الموسيقى وسمع صوت مسعود وأخذ عوده ووضع أمامه كلمات أغنيه من تأليف السيد أبو مدين عنوانها ( انريد ننشدك ياعين ) وحفظ مسعود الأغنية من أول سماعها وسجلها باسم ( ابر اهيم فهمى ) وقدر غناء مسعود بالدرجة الأولى وأذيعت الأغنية فى الإذاعة وبقلب مترقب متوتر بات مسعود او ابراهيم فهمي ينتظر أن يكلمه والده عن الأغنية التى تذاع لكن السيد أبومدين سافر إلى طرابلس واستقر هناك ووجد مسعود نفسه أمام الأمر الواقع وتوالت الأغانى بعد ذلك عليه ووالده لايعلم وبات اسم ابراهيم فهمي يلمع حتى أن علم والده بالامر فرجع الى المنزل غاضبا ووقف منتظرا عودة مسعود وفي العدد القادم نسرد كيف كان لقاء مسعود بوالده