الصباح
رغم أنها فكرة طالما شغلت خيال الكتّاب وصانعي الأفلام، إلا أن ما يُعرف بـ”رؤية شريط الحياة” قبل الوفاة لا يزال محلّ جدل علمي. حتى الآن، لا توجد دراسة علمية مؤكدة تثبت هذا الحدث، إلا أن بعض التجارب والدراسات النادرة تشير إلى إمكانية حدوث نشاط دماغي غير اعتيادي في لحظات الاحتضار قد يكون مسؤولًا عن هذه الظاهرة.
في دراسة نُشرت عام 2022، وثّق باحثون في كندا نشاط دماغ مريض يبلغ من العمر 87 عامًا، لحظة وفاته، بعد أن أصيب بنوبة قلبية بينما كان موصولًا بجهاز تخطيط كهربائي للدماغ. وأظهرت الموجات الدماغية نمطًا يُشبه النشاط الذي يحدث أثناء استدعاء الذكريات أو التأمل، مما دفع العلماء للتساؤل: هل يمكن للدماغ أن يعيد عرض الذكريات قبل لحظة الموت؟
ورغم أن هذه التجربة تُعدّ الأولى من نوعها، فإنها لا تشكل دليلًا قاطعًا، بل تفتح المجال أمام مزيد من البحث في هذا المجال الغامض.
من جهة أخرى، أفاد كثير من الأشخاص الذين مروا بتجارب قريبة من الموت (Near-Death Experiences) بأنهم شعروا كما لو أن لحظات من حياتهم تمر أمامهم بشكل سريع ومكثف، ما يعزز الفرضية، لكن تلك الشهادات تبقى في إطار التجربة الشخصية، لا الإثبات العلمي.
ويُرجّح علماء الأعصاب أن الدماغ، في لحظاته الأخيرة وتحت تأثير نقص الأوكسجين، يدخل في حالة من النشاط العشوائي المكثف، ما قد يؤدي إلى استدعاء الذكريات والمشاهد القديمة بصورة مضخّمة.
وفي ظل غياب دراسات موسعة، تبقى فكرة “رؤية شريط الحياة قبل الموت” بين حدود العلم والحدس، وسط دعوات علمية لمواصلة البحث في أسرار الدماغ في لحظاته الأخيرة.