منصة الصباح

المهرجان السينمائي الليبي الأوروبي.. خطوة أم طريق؟

 

اختتم الخميس بطرابلس، أسبوع سينمائي أوروبي بتنظيم مشترك بين الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون وبعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا،

عرضت فيه أفلام (L’Arminuta _ جوزيبي بونيتو، 2022(، (راعي البقر من الحجر الجيري _ ابيغيل ماليا، 2017)، (قصر الحمراء على المحك La Alhambra En Juego _ خوسيه سانشيز 2018، مونتس)، (كليو _ ايريك شميت، 2019)، و(عاصفة _ كريستيان دوغوي، 2022)، مقترحة من سفارات إيطاليا، مالطا، إسبانيا، ألمانيا، وفرنسا، والافتتاحية ليبية مع فيلم (الشظية)، ولظروف خاصة تمكنت من حضور عرض الفيلمين الإسباني والألماني فقط.

يأتي المهرجان بعد نحو نصف قرن من آخر أسابيع الأشرطة الدولية في طرابلس وبنغازي وهو أسبوع الشريط الفرنسي في 1978م، وبعد توقف استيراد الأفلام الدولية منذ 1977م وقد بلغت 141 فيلم إيطالي و27 فيلم فرنسي خلال السنوات (1974_1977)، لذلك تستحق فكرة المهرجان الإشادة والتقدير للقائمين على تنفيذها لأن التعافي يحتاج للاهتمام بالثقافة والفنون فهي اللغة الأهم للتواصل بيننا وبين بقية شركائنا في المجتمع الدولي، وإقامة المهرجانات الثقافية والفنية المشتركة سنويًا مع زيادة المشاركات من شأنها أن تخلق حركة تفاعلية حتى للفن الليبي على مستوى الكتابة والأداء والإخراج وغيرها وتحفز إنتاج أعمال تستحق المشاركة على المستوى الدولي وتوصل رسالة ليبية تفيد بالانتصار على الفوضى وترسيخ قواعد السلم والأمن والاستقرار.

لاحظت الاهتمام الكبير بالإجراءات الأمنية والتواجد الأمني المكثف حول مقر المهرجان، وهذا لم يكن خلال مهرجان ليبيا السينمائي الدولي للأفلام القصيرة في أكتوبر الماضي، لكن الندوات وورش العمل لمناقشة الأفلام المعروضة غابت في هذا المهرجان بينما حضرت في الأول، وأتوقع في النسخ القادمة من المهرجان أن تصاحبه الندوات وورش العمل لمعرفة مدى وصول رسالة الأفلام للمتلقي الليبي، ومعرفة مستوى التفاعل والتعاطي مع أيام المهرجان، وبما أن أغلب الحضور ليبيون أتوقع مستقبلًا أن تكون كل الأفلام مترجمة للعربية، لأن النسخة الحالية من المهرجان تضمنت الترجمة في بعض أيامه فقط الأمر الذي جعل وصول الأفلام محدودًا ومرهونا بإجادة المتلقي للغة الفيلم أو اللغة الإنجليزية، ويمكن التغلب على مشكلة الترجمة بنشر مراجعات للأفلام تروي قصصها وجوانب من تصويرها إن وجدت في صفحات التواصل الاجتماعي للجهات المنظمة والراعية للمهرجان.

كما أتوقع أن ينتقل المهرجان للمدن الأخرى وأن تهتم الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون بإنتاج أفلام سينمائية ليبية تجد طريقها للعرض في النسخ القادمة من المهرجان وتشارك في المهرجانات الدولية وتواكب بقية الأفلام جودة وعمرًا ففيلم الافتتاح في المهرجان كان (الشظية) من انتاج 1986م بينما أقدم الأفلام أنتج قبل 7 سنوات فقط، ولعل الهيئة تهتم كذلك باستعادة دور السينما وإنشاء أخرى حديثة.

وأتوقع أن يكون المهرجان طريقًا وليس مجرد خطوة، مع التحية لكل المحاولات الجادة لإعادة إحياء قطاع السينما في ليبيا، والذي يمكنه توفير العديد من الوظائف الروتينية والإبداعية، والمساهمة بنصيب من الدخل الوطني وتقديم ليبيا للعالم بصورة حضارية تمسح الصورة القديمة المرتبطة بالدم والسلاح والفوضى.

أحلام محمد الكميشي

شاهد أيضاً

مع الكاش ينتهي النقاش!

عبدالرزاق الداهش مركزي ليبيا يمضي نحو طباعة سيولة بقيمة ثلاثين مليار دينار؟ وهذا يعني أن …