منصة الصباح

المنتخب الوطني .. حقل تجارب…

كتب / نوري ميالد سالم ..
أصبح المنتخب الوطني الليبي حقل تجارب للمدربين الأجانب والمحليين واتحادات الكرة المتعاقبة تستبدلهم بجرة قلم دون النظر إلى العواقب التي ستنتج عن هذه التغييرات المتسرعة التي تبنى على العواطف وأرضاء المتابعين ولإبعاد الضغوطات عن المسؤولين في هذه الاتحادات ولكسب ود الإعلام ولذا لا يجدون غضاضة في اتخاذ قرار إبعاد المدرب في أية لحظة دون النظر إلى تبعات ذلك  هؤلاء الجالسون على سدة اتحاد الكرة بلا روية ولا تفكير يقررون تحديد مصير مدرب بنتيجة مباراة أو من خلال اثبات وجودهم حتى ولو على حساب المنتخب ونتائجه واستقراره وتوهجه  وكأنهم أوصياء على منتخب يحمل اسم الوطن.
مدرب يتم التعاقد معه ثم سرعان ما يرحل تاركاعمله لا جل يكمل خلفه ما بدأ فيه ويواجه المدربون مصاعب جمة في كيفية خلق توليفة من اللاعبين القادرين على ارتداء غلالة المنتخب.

في غياب الدوري المنتظم وعدم وجود محترفين ينشطون خارج الوطن على مستوى عال مثل بعض المنتخبات الأخرى بالإضافة إلى تخبط اتحاد الكرة وعشوائية عمله وتبديل قراراته وارتجاليته  وتداخل الاختصاصات وكثرة التغييرات في الأطقم الفنية والإدارية والطبية مما أربك العمل وخلق فوضى عارمة تظهر نتائجها باستمرار عقب كل اخفاق يحدث ونراه جليا ،في ملاعب تم اختيارها  لنلعب فيها في تونس والمغرب أخطاء متواصلة من اتحاد إلى آخر ولا حلول في الأفق .. والاخفاقات والجزائر ..

رافقت عمل تلك الاتحادات.المدرب البرازيلي الشهير ماركوس باكيتا تم التعاقد  معه لقيادة المنتخب إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2012 واستطاع تحقيق ذلك لتكون المشاركة الثالثة للمنتخب في كأس أفريقيا بعد عامي 82 التي نظمتها بلادنا و 2006 بمصر وقد اعتمد ”  باكيتا”على نخبة من اللاعبين المميزين أمثال سمير عبود وأحمد سعد وأحمد الزوي ويونس الشيباني وعلي سلامة ووليد الختروش وأيهاب البوسيفي وعبدالله الشريف.

وقدم منتخبنا مستوى كبيرا في النهائيات رغم إنه لم يتأهل للدور الثاني بخسارة أمام غينيا الأستوائية المنظم بهدف وتعادل مع زامبيا التي فازت اللقب في البطولة بهدفي أحمد سعد وفزنا على  السنغال بهدفين سجلهما أيهاب البوسيفي مقابل هدف وانتهت العالقة مع “باكيتا” أيام الاتحاد المؤقت وكان هناك اتجاه للتعاقد مع المدرب الفرنسي ” الن جيريس ” إلا أن الاتحاد المؤقت قرر عدم التعاقد معه.

(الثقة في اربيش )..
اسندت مهمة تدريب المنتخب في عام 2012 بعد نهائيات كأس أفريقيا إلى المدرب الوطني عبدالحفيظ اربيش الذي عمل مساعدا ” لباكيتا” في كأس أفريقيا وسعى للوصول إلى نهائيات كأس  أفريقيا 2013 واخفقنا بالخسارة أمام الجزائر ذهابا ً وايابا ولكن سار المنتخب سيرا حسن في تصفيات كأس العالم وفزنا على الكاميرون لأول مرة في صفاقس بهدفين لهدف ولم نستطع المنافسة في  الدور الأخير المؤهل للمونديال 2014 بالبرازيل بعد خسارتنا أمام الكاميرون في ياوندي وخلال تلك الفترة التي انتهت في فترة تولى أنور الطشاني تحصلنا على المرتبة الثانية في كأس العرب بعد  خسارتنا المباراة النهائية أمام المغرب بركلات الترجيح وشاهدنا أسماءجديدة في المنتخب عبدالسلام الفيتورى ـ صهيب بن سليمان ـ محمد نشنوش ـ محمد منير ـ محمد الغنودى.

( كليمنتي والتتويج )
أراد اتحاد الكرة أن يذهب إلى خارج الوطن وبواسطات وتدخلات انتهى البحث عن مدرب أجنبى ذا اسم كبير تدفع مرتباته وزارة الرياضة وعلى هذا الأساس تم التعاقد مع المدرب الخبير الاسباني صاحب التاريخ الطويل في الكرة الإسبانية الذي درب منتخب اسبانيا حوالى 7 سنوات وتم تفضيله على المدرب الإيطالي “جيوفانى تراباتونى” وتكفلت وزارة الرياضة بدفع مرتباته لمدة  عامين أي السنة بحوالى مليون دولار بعد وضعها في حسابات اتحاد الكرة برئاسة أنور الطشاني، وبدأ ا لر جل عمله بتغيير جلد الفريق في زمن قصير واستغنى .

* البنزرتي تعاقدوا معه في مقهى وقد يرحل قبل نهاية عقده !!

عن الأسماء المعروفة أمثال أحمد سعد ـ محمد الصناني واعتمد على توليفة شابة منها المعتصم المصراتي ـ بوشناق ـ الغنودي ـ عبدالسلام الفيتورى ـ البدري ـ القريتلى ـ سلتو ـ المهدى المصري ـ المعتصم صبو ـ أحمد المقصى وبهؤلاء ذهب إلى جنوب أفريقيا وفاز بلقب بطولة أفريقيا للمحليين لأول مرة في تاريخ الكرة الليبية وبعد ذلك توقف الدوري وعدم مجيئه إلى ليبيا ومعسكرات  الاعداد القصيرة التدخلات وسلبية اتحاد الكرة جعلته يحقق نتائج متباينة لم تسعفنا في التأهل لنهائيات الشأن 2016 والكان 2015 ونهائيات كأس العالم 2018 ومنح المدرب الصلاحيات في  الاختيارات تلعب بتشكيلات مختلفة حسب الظروف وانضم إلى تشكيلة الكان محمد منير وحمدو المصري ومحمد الطبال ومحمد زعبية وطارق الجمل وسند الورفلي.

واستمر عمله حوالي أربع سنوات وربما أكثر مدرب بقي في منصبه منذ الإنجليزي “رون برادلي” من 76 إلى 80.

( الدامجة مرتين)
بعد الخسارة أمام الكونغو الديمقراطية قر ّر اتحاد الكرة عدم تجديد التعاقد مع خافيير ” كليمنتي” ، واسندت المهمة للمدرب الوطني جلال الدامجة الذي اكمل مشوار من سبقه ونجح في قيادة  المنتخب إلى نهائيات الشأن 2018 بعد اقصاء الجزائر وبسبب خلافات مع رئيس اتحاد الكرة الجعفري لم يجدد له بعد عام من توليه المهمة ليستبعد ولكنه عاد إلى المنتخب في شهر يونيو الماضي  بعد تكليفه من قبل اتحاد الشلماني وبدأ في إعداد الفريق وتجهيزه لبطولتي “لشأن والكان”، في عدم وجود دوري وأجرى الفريق أكثر من معسكر استعدادي واخفق في التأهل للشأن ليتم إبعاده  مرة أخرى .
* “الفيفا” كادت تعاقبنا بسبب عقدي “باكيتا وكليمنتي”و قضية عمروش معلقة !.

( المريمي والشأن )
أعطى اتحاد الكرة برئاسة الجعفري الفرصة لمساعد مدرب المنتخب عمر المريمي الذي قاد الفريق للمركز الرابع في الشأن وأعيد لمهمة المدرب المساعد للمدرب عادل عمروش إلا أن هذا الأخير  هرب دون موعد ليعود المريمي مدربا للمنتخب وبعد نتائج سلبية أمام نيجيريا في تصفيات كأس أفريقيا تم الاستغناء عن خدماته.. ويحسب له تلك المباراة التي فرض فيها منتخبنا التعادل على  تونس في آخر مباريات التأهل لمونديال 2018 في ملعب رادس في مباراة كبيرة لا تنسى.

(هروب عمروش ).

أراد اتحاد الجعفري التعاقد مع المدرب الجزائري عمروش كرم الاسم المجهول وليس له سيرة ذاتية متميزة وبدأ عمله بتعادل مع جنوب أفريقيا كان أداء المنتخب فيه متميزا  الإ نه هرب في غفلة من المسؤولين في اتحاد الكرة ليعلن اعتذاره عن الاستمرار وطلب مستحقاته المالية ورفع قضية لدى “الفيفا” ليسير على نهج كل من “باكيتا وكليمنتي”.

( باني والعسياوي )
استنجد الجعفري بالنجمين الكبيرين أبوبكر باني وفوزى العيساوي لتدريب المنتخب في آخر مباراتين في تصفيات كأس أفريقيا 2019 بمصر وقبل كليهما المهمة وبدأ كل منهما العمل وحققا نتيجة  قياسية بالفوز على جزر شيشل بثمانية أهداف زادت من طموحات التأهل للكان ولكن مباراة جنوب أفريقيا في صفاقس سارت الأمور عكس ما يتطلب منتخبنا وخسرنا وخرجنا وتبين فيما بعد  منتخب البافانا البافانا أقوى مما كنا نتصور والدليل اقصائه لمنتخب الفراعنة على أرضه وأمام جمهوره من الدور الثاني للنهائيات.

( البنزرتى يعود )
بعد خروج من تصفيات الشان أمام تونس قرر اتحاد السلمانى التعاقد مع المدرب فوزي البنزرتي مقابل 30 ألف دولار لمدة ستة أشهر بعد الاتفاق معه في مقهى!! ..
البنزرتي يعود لتدريب المنتخب للمرة الثانية وبدأ مشواره بالخسارة المدوية أمام تونس برباعية والفوز بشق الانفس على تنزانيا بهدف لهدفين وعاد البنزرتى لتدريب المنتخب بعد تواليه المهمة عام 2007 ـ 2008 قادنا لنهائيات الشان 2009 بساحل العاج والترتيب الثاني في الدورة العربية 2007 بمصر وخرجنا من التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس .

شاهد أيضاً

جمعية التآكل الليبية تحيي اليوم العالمي للتوعية من التآكل

  الصباح أحيت جمعية التآكل الليبية صباح اليوم الإربعاء اليوم العالمي للتوعية من التآكل ، …