منصة الصباح
5 معايير مهمة يجب مراعاتها قبل شراء المكمّلات الغذائية 

5 معايير مهمة يجب مراعاتها قبل شراء المكمّلات الغذائية 

عند تجولك في ممر المكملات الغذائية بالصيدليات، قد تشعر بالارتباك أمام الخيارات الهائلة والادعاءات التسويقية المنتشرة.

فبين الفيتامينات التقليدية والخلطات التي تعد بمعجزات، يختلط العلم بالخيال، ويزداد القلق حيال سلامة وفعالية هذه المنتجات.

تحديات الرقابة وصناعة المكملات المتنامية

الاعتقاد الشائع بأن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تنظم المكملات الغذائية بدقة الأدوية هو اعتقاد خاطئ.

بموجب قانون DSHEA لعام 1994، تُعامل المكملات كـ”أغذية”، لا كـ”أدوية”، ما يعني أنها لا تخضع لموافقة مسبقة من الوكالة قبل التسويق، ولا يُشترط إثبات فعاليتها أو سلامتها، على عكس الأدوية.

يوضح الدكتور بيتر ، أستاذ الطب بجامعة هارفارد، في بودكاست “Chasing Life” مع الدكتور سانجاي غوبتا، أن “DSHEA هو الإطار الذي تُباع ضمنه جميع المكملات الغذائية حاليًا”.

هذا القانون سمح بنمو هائل في صناعة المكملات، فمن 4 آلاف منتج فقط في عام 1994، وصل العدد إلى أكثر من 90 ألف منتج بحلول عام 2017.

تتمتع إدارة الغذاء والدواء ببعض الصلاحيات للتدخل ضد المكملات المغشوشة أو المضللة، لكن هذا يحدث فقط بعد طرحها في السوق. يقول بيتر: “إدارة الغذاء والدواء تقف في موقع المتفرج، وتبحث عن المشاكل بعد بيع المكملات فعليًا، ثم تحاول تحديد المنتجات الخطرة، وهي مهمة شديدة الصعوبة، لأنها لا تملك نظامًا فعالًا لرصد الأضرار، وبعدها تحاول سحب تلك المنتجات من السوق”.

وأضاف بيتر أن القانون الذي كان يهدف في البداية لتنظيم الفيتامينات والمعادن بشكل أفضل، توسع ليشمل “أنواعًا واسعة من المنتجات، مثل المستخلصات النباتية، ومستخلصات الغدة الدرقية من الأبقار، والكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والخمائر التي تُباع كمكملات بروبيوتيك، ومسحوق البروتين، والأحماض الأمينية. كل هذه أُدرجت تحت مظلة واحدة سُميت ’المكملات الغذائية‘”.

حقيقة ملصقات المنتجات والادعاءات التسويقية

الملصقات على عبوات المكملات الغذائية غالبًا ما تكون غامضة ولا تكشف دائمًا عن الفعالية الحقيقية أو حاجة الجسم للمكونات. نظرًا لضعف الرقابة، يجب أن يتحلى المستهلك بوعي كبير.

الدراسات حول الفيتامينات والمعادن المعروفة قد تشير إلى فوائد في حالات صحية معينة، لكن التوصيات تتغير باستمرار مع ظهور معلومات جديدة. المشكلة تكمن في أن التجارب السريرية عالية الجودة مكلفة وصعبة التنفيذ، وغالبًا ما تُستبدل بدراسات وبائية (قائمة على الملاحظة) لا تستطيع إثبات العلاقة بين السبب والنتيجة.

أما المكملات الأقل شهرة أو تلك التي تأتي في تركيبات متعددة، فنادرًا ما تُجرى عليها دراسات علمية موثوقة، ما يجعل فعاليتها محل شك دائم.

في الولايات المتحدة، تقع الملصقات في منطقة رمادية قانونيًا. يسمح قانون DSHEA للمنتج بتضمين ادعاء عام حول تأثيره على بنية الجسم أو وظائفه، لكنه لا يُخوَّل بالتصريح بأنه يشخص، أو يعالج، أو يقي من أي مرض. هذا يفتح الباب أمام لغة تسويقية مبهمة توحي بفوائد صحية غير مثبتة، وغالبًا ما تُرفق بعبارة تفيد أن “هذه المزاعم لم يتم تقييمها من قبل إدارة الغذاء والدواء”.

بالنسبة لبيتر، المشكلة الأكبر هي أن القانون يسمح بادعاءات تأثيرات صحية دون إثبات فعاليتها على البشر، ما يعني أن الشركات ليست مطالبة بإجراء تجارب سريرية لإثبات الفعالية، وبالتالي يمكنها طرح المنتج في السوق.

كيف تختار مكملًا أكثر موثوقية؟

رغم أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وضعت إرشادات لممارسات التصنيع الجيد (GMPs)، إلا أنها لا تتمتع برقابة كافية للتأكد من أن ما هو مذكور على الملصق موجود بالفعل داخل العبوة. لذا، يقدم الدكتور بيتر النصائح الأساسية التالية لمساعدتك في اتخاذ قرارات مستنيرة:

ابحث عن أختام الجودة الرسمية: تخلص من أي مكمل لا يحمل ختم الجودة الرسمي من مؤسستي NSF أو USP. هاتان المؤسستان المستقلتان وغير الربحيتين تقومان باختبار المكملات والتأكد من نقاوتها ودقتها، وتمنحان ختم اعتماد رسمي للمنتجات التي تتجاوز معايير الجودة. كما يمكن الاستعانة بـ”ConsumerLab.com” كجهة اختبار طرف ثالث موثوقة. تذكر أن هذه الجهات لا تختبر فعالية الادعاءات الصحية للمكمل، بل تتحقق فقط من مطابقة المكونات المكتوبة على الملصق لما هو داخل العبوة.

تجنب المكملات متعددة المكونات النباتية: يوصي بيتر بالتخلص من أي مكمل يحتوي على مكونين نباتيين أو أكثر في المنتج ذاته. المصنعون غير ملزمين بالكشف عن تفاصيل كل مكون عند خلط مكونات نباتية عدة، مما يجعل من الصعب معرفة نسبة كل مكون وطريقة تحضيره وخلطه.

احذر من الادعاءات الغامضة: تجنب المنتجات التي تستخدم عبارات غير واضحة مثل “يعزز المناعة” أو “يحسن الإدراك”. هذه المكملات لا تخضع لمراجعة إدارة الغذاء والدواء (FDA)، ولا تتطلب من الشركات إجراء دراسات تثبت فائدتها قبل طرح المنتج. من الأفضل الحصول على معلومات موثوقة عن الفوائد والمخاطر من مصادر مستقلة، مثل مكتب المكملات الغذائية التابع للمعاهد الوطنية للصحة.

تحقق من نضارة المكملات: قد تفقد المكملات فعاليتها مع الوقت، أو قد تفسد (مثل زيت السمك). تأكد دائمًا من تاريخ الصلاحية وجودة المنتج. تخلص من أي مكملات تجاوزت تاريخ صلاحيتها، لأنها من غير المرجح أن تحتوي على الكمية الصحيحة من المكونات الفعالة المذكورة على الملصق.

اتبع تعليمات طبيبك: دمج المكملات التي يصفها لك الطبيب في روتينك اليومي بانتظام أمر بالغ الأهمية. بناءً على نتائج التحاليل والفحص الصحي السنوي، قد يوصي طبيبك بتناول مكملات معينة مثل الحديد، فيتامين ب12، أو فيتامين د.

شاهد أيضاً

مستشار الرئيس ترامب في زيارة رسمية إلى ليبيا لمناقشة التسوية السياسية

مستشار الرئيس ترامب في زيارة رسمية إلى ليبيا لمناقشة التسوية السياسية

يصل إلى ليبيا يوم الأربعاء المقبل مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لشؤون …