المعركة الإعلامية
مفتاح قناو
نقترب من مرور أربعين يوما على اندلاع القتال بين الأبطال المقاومين في غزة وبين قوات الكيان العنصري الغاصب لفلسطين، وآلاف الشهداء الأبرياء من المدنيين يسقطون ضحية لهذا الاحتلال، يزيحون بأرواحهم الغشاوة التي صنعتها الدعاية الصهيونية وحاولت بها طوال سنين الصراع وصم المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، الذي هو سلوك أساسي دائم للكيان الصهيوني المحتل.
لقد تضاعفت أعداد المتظاهرين المنددين بالعدوان في عواصم العالم الكبرى، وبتنا نراهم يخرجون بالملايين لشجب العدوان والاعتراف بهمجية الكيان الصهيوني وعدوانيته، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة الفاضحة له، بعد أن كان الصهاينة يسيطرون على الإعلام الورقي القديم الذي يحتاج إلى رأس المال الصهيوني عبر شركات إعلامية كبرى كانت تحت السيطرة الكاملة لهم.
ومن الواضح حاليا أن النفوذ المالي والإعلامي الصهيوني قد تدخل لتقليل فاعلية تطبيق ( فيسبوك ) على سبيل المثال، ويقع هذا ضمن خطوات المعركة الإعلامية للسيطرة على الرأي العام العالمي فيقف إلى جانب العدوان ضد حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في الحياة وتكوين دولته الطبيعية المستقلة، والتي مازالت دولة الكيان الغاصب تمنع قيامها وترى أن وجودها خطر على وجود هذا الكيان الغاصب المحتل.
نشرنا العديد من المقالات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن التفاعل معها كان ضعيفا جدا، وهذا يعكس مدى سيطرة رأس المال الصهيوني على هذه الوسائل، بل أصبح مجرد ذكر كلمة فلسطين يجعل المقال ممنوعا ويحذف من المنصات أو يتم تحديد طريقة تداوله في عدد محدود جدا من المتابعين، لذلك لجاء كثير من المدونين إلى تقطيع الكلمات حتى تصبح غير مفهومة لأنظمة الحذف الالكترونية المخصصة للقضية الفلسطينية فلا تقوم بحذفها.
في الأسبوع الخامس من المعركة مازال العدو الصهيوني بعيدا عن تحقيق أي هدف من أهدافه التي تعيد له سطوته وشهرته القديمة كعربيد وحيد في منطقة الشرق الأوسط، مرعبا لحكامها، دمويا مع شعوبها حتى يستعيد ميزة القدرة على الردع التي فقدها، ومازالت قوافل الشهداء تمضي على طريق الحق، والمقاومة تتوعد العدو بمعارك شوارع لا قبل له بها، بينما تعقد في السعودية قمة عربية إسلامية فاشلة جديدة، تضم لجميع القمم الفاشلة السابقة وهي بالعشرات لم تحقق إي تقدم في الأوضاع الإنسانية للشعب الفلسطيني الذي يتم إبادته وتدمير مقدراته كل يوم.