منصة الصباح

المصالحة الوطنية ملف يتأرجح بين الجهود المحلية والدولية

تقرير| هدى الغيطاني

جهود حثيثة لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية في ليبيا تنطلق من كل بيت وشارع ومدينة وقبيلة لتعم كل أرجاء البلاد، وتُفتح على إثرها صفحة جديدة تطوي صفحة الماضي الحزين.

هذه الجهود دعت إليها كافة الجهات المحلية والسياسية والدولية، ولكنها لم تصل حتى الآن إلى خطوات عملية، إلا أن المجلس الرئاسي وضع على رأس أولوياته تحقيق هذا

الهدف، وبالفعل اتخذ خطوات عملية أوصلته للإعلان عن عقد مؤتمر المصالحة الوطنية الجامع في الـ28 من أبريل المقبل في مدينة سرت.

جاء هذا الإعلان بعد اجتماعات ثلاث تحضيرية شهدها وشارك فيها عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي مسؤول ملف المصالحة الوطنية الشاملة بالمجلس ووزير الشؤون الخارجية والفرانكفونية الكونغولي “جان كلود جاكوسو”.

عبد الله اللافي الذي يقود ملف المصالحة الوطنية، التقى خلال مسيرته في هذا الملف بالعديد من الشخصيات المحورية والهامة في الداخل الليبي، كما التقى منتصف الشهر الماضي بالمبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي لإطلاعه على أخر المستجدات المتعلقة بمعالجة الانسداد السياسي، وذلك من خلال ألية مشتركة تضم كافة الأطراف السياسية، بهدف الوصول إلى عملية انتخابية ناجحة، يشارك فيها ويقبل بنتائجها الجميع.

وأكد اللافي أن مشروع المصالحة الوطنية يسير بخطى ثابتة، وسيساهم بشكل مباشر في تحقيق الاستقرار الذي يتطلع إليه الشعب الليبي.

في المقابل شدد باتيلي على الدعم الأممي المستمر لإجراء عملية مصالحة شاملة في ليبيا، مشيرا إلى أن لقاءاته مع مختلف الأطراف والنشطاء تؤكد التطلعات لمصالحة، والمطالبة بإجراء انتخابات شاملة وحرة ونزيهة يختار فيها الشعب الليبي قادته”، مؤكدا “حاجة ليبيا إلى تضميد جراح الماضي والمضي قدمًا نحو مستقبل سلمي حيث يمكن لجميع الليبيين الاستفادة بشكل منصف ومتكافئ من موارد بلادهم الوفيرة”.

مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أكدا في عدة مناسبات على ضرورة تحقيق مصالحة وطنية شاملة للنهوض بليبيا من جديد وتحقيق استقرار حقيقي فيها، حيث أشار أنطونيو غوتيريش في خطابه أمام لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا، إلى ضرورة التقدم باتجاه المصالحة الوطنية معربا عن امتنانه للجنة لدعم عملية المصالحة الوطنية الجامعة، مشيراً إلى الاستعداد لمساعدة هذا المسعى الذي يقوده الاتحاد الأفريقي.

وكان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد قد أعلن المنظمة القاريّة ستنظم مؤتمرا بشأن المصالحة الوطنية في ليبيا.

من جانبها أكدت الجامعة العربية اهتمامها بهذا الملف، حيث صرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة جمال رشدي، بأن أحمد أبو الغيط التقى باللافي، وأكد الأول على الدعم الكامل لجهود المصالحة الوطنية ودفع العملية السياسية بما يفضى إلى الحفاظ على وحدة ليبيا وإحلال الأمن والاستقرار بها.

من جانبه أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند في تصريحات سابقة له، أن الولايات المتحدة تقر بأن عملية مصالحة فعالة هي عنصر حيوي لتمكين ليبيا من تحقيق الاستقرار والازدهار الذي يستحقه الليبيون، مضيفا “نأمل في مؤتمر وطني ناجح في المستقبل يسمح لكل الليبيين بمختلف مشاربهم ومناطقهم بمناقشة وحل المسائل المهمة والصعبة التي هي جد ضرورية لتمكين ليبيا من الوصول إلى إمكاناتها العظيمة وتعزيز الاستقرار في المنطقة بشكل أوسع”.

وعلى صعيد آخر شكّل المجلس البلدي غريان لجنة مصالحة شاملة تتولى أعمال التوفيق والصلح بين مدينة غريان وكافة القبائل والجهات والمناطق خدمة للمصالحة الوطنية الشاملة، اضافة الى تحديد الأهداف الأساسية للوصول الى الحقيقة والاعتراف بالخطأ وحل جميع النزاعات والخلافات التي وقعت داخل المدينة نتيجة الاضرابات الداخلية، على ألا يتم التدخل في الجرائم الجنائية التي تختص فيها المحاكم.

كما اتفق المجلس البلدي غريان ولجنة المصالحة الشاملة على عودة جميع المهجرين منذ 2011 إلى المدينة دون قيد أو شرط، على أن يتم الإيفاء بالحقوق ورد المظالم وجبر الضرر عبر الإجراءات القانونية والتعاون بين سكان المدينة.

هذه الجهود المحلية والدولية تصب في إطار السعي لبناء ليبيا من جديد عبر مصالحة وطنية حقيقية تعمل على جبر الضرر ورد المظالم وتطبيق القانون إضافة للتسامح وفتح صفحة جديدة للمستقبل.

شاهد أيضاً

مغارة كاباو..

اكتُشفت مغارة كاباو حديثاً وبالصدفة.. وتقع في إحدى نواحي مدينة كاباو تسمى “الخنقة”.. وتقع مدينة …