حديث الثلاثاء
مفتاح قناو
يعتقد اغلب الليبيين ان بلادنا قد ضاعت، وان ما حدث في بلادنا منذ فبراير 2011 وحتى اليوم قد عمق الجراح وعقد المشكلة الليبية، وجعل الاتفاق على نظام حكم يرضى عنه الجميع أمر بالغ الصعوبة.
وهذا صحيح إلى حد كبير ، لكن الجميع لم ينتبه إلى صعوبات ومشاكل أخرى هي غير منظورة في الوقت الحاضر، قد تضيع البلاد نهائيا وهي أشد خطورة من المشكلة السياسية.
انها المشكلة الاقتصادية والتي يتم تغطيتها مؤقتا بصرف إيرادات النفط أولا بأول على الجميع من يستحق ومن لا يستحق، إيرادات النفط التي هي المورد الوحيد لليبيين، والتي لو توقفت بشكل كامل لجاع الشعب الليبي خلال أشهر قليلة.
أزمة اوكرانيا الأخيرة بينت لنا قيمة الغذاء الذي ينبغي إنتاجه من داخل بلادنا، فحتى دول الجوار أوقفت تصدير الخضار والمواد الغذائية لنا، وأصبحت أزمة الغذا شأنا دوليا وارتفعت الأسعار في كل الأسواق الدولية.
ماذا يعني هذا ؟
هذا يعني بكل بساطة انه لا قيمة للمليون برميل من النفط التي تنتجها بلادنا في حال إنتاجها، فكيف يكون الحال إذا توقف النفط ؟
لابد من العمل على إنتاج الغذا ، واستخدام اموال النفط لإنتاج حقيقي للغذاء، وليس معامل التعليب و الطحن التي تستورد موادها الخام من الخارج فإذا توقف استيراد ألمواد الخام قفلت المصانع والمعامل في الحال.
هذه ليست مصانع ومعامل حقيقية طالما موادها الخام تستورد من الخارج.
انتاج الغذاء يبدأ من المزارع، ومن مربي الماشية، و من مصانع تعليب ألمواد المنتجة محليا، أما الكذب على الناس بوجود عشرات مصانع طحن الدقيق وهو غير متوفر في الأسواق، ومثلها مصانع تعليب الزيوت والذي يتم استيراده في حاويات كبيرة ثم يفرغ في قناني صغيرة، و كذا الالبان وغيرها من المنتجات التي يدعى انها صناعة محلية وهي معتمدة بالكامل على الخارج فلن يصل بنا إلى حل حقيقي يشبع البطون الجائعة.
لذلك فأن هذه المعطيات تصرخ في وجوهنا بأن الشعب الليبي سيجوع عند أول أزمة غذا عالمية، وان اول من سيقفل عليك الحدود هم جيرانك.
لذلك نرى بأن المشكل الاقتصادي اهم وأصعب بكثير من المشكل السياسي في ليبيا.