في ظل التحديات الصحية المتزايدة التي تواجه ليبيا ، وما يشهده النظام الصحي من ضعف في البنية التحتية والخدمات والبيانات ، تبرز الحاجة الماسة إلى مبادرة وطنية شاملة للمسوحات الصحية ، باعتبارها حجر الأساس لأي تخطيط صحي سليم.
إن المسوحات الصحية ليست مجرد عملية إحصائية ، بل هي أداة استراتيجية تتيح قراءة دقيقة للواقع الصحي والاجتماعي والاقتصادي ، وتساعد صانعي القرار على بناء سياسات قائمة على الأدلة. كما أنها تمثل وسيلة لتعزيز العدالة الصحية وضمان وصول الخدمات إلى جميع فئات المجتمع ، من الأطفال واليافعين ، إلى البالغين وكبار السن ( كبار القدر ) ، وفي المدارس والجامعات وأماكن العمل والمجتمعات المحلية …
وتكمن أهمية هذه المبادرة في:
– رصد الأمراض الأكثر انتشارًا سواء المزمنة ( السكري ، ارتفاع الضغط ، السمنة ، السرطان ) ، أو السارية ( السل ، التهاب الكبد ، الأمراض المنقولة بالماء والنواقل ).
– متابعة المؤشرات الصحية الأساسية مثل سوء التغذية ، معدلات التطعيم ، الصحة النفسية ، وصحة العمل .
– الكشف المبكر عن التحديات وتحديد الأولويات الوطنية للتدخل العاجل.
– تعبئة الموارد والشراكات بين الدولة ، والجامعات ، والمجتمع المدني ، والمنظمات الدولية ( منظمةالصحةالعالمية واليونيسف والأمم المتحدة وجهات الاختصاص العالمية )
– بناء قاعدة بيانات وطنية موثوقة تكون مرجعًا للمستقبل ، وتساعد على تقييم الأداء الصحي بشكل دوري .
إن إطلاق هذه المبادرة الوطنية تحت شعار :
*”المسوحات الصحية من أجل ليبيا أكثر صحة وعدالة”*
يمثل دعوة لجميع القطاعات للمشاركة ، ولجعل الصحة أولوية وطنية جامعة ، تضع الإنسان في قلب التنمية ، وتحمي الأجيال القادمة من الأعباء الصحية والاجتماعية والاقتصادية .
نرجوا أن تجد هذه المبادرة القبول من الجهات ذات الاختصاص وأن توفر لها الإمكانيات واقرار تنفيذها .