منصة الصباح

ما الذي يحتاجه المسرح الليبي؟

صالحة هويدي

صور: حسن المجذوب

عُرف المسرح الليبي بشكله المعاصر والمؤرخ له في العام 1908، بتقديم مسرحية” الحرية في طرابلس”.

بقيادة الفنان محمد قدري، وفي شرق البلاد أسست أول فرقة مسرحية عام 1936، عبر أشهر رواده محمد عبد الهادي.

  وبعد الغياب لسنوات طويلة، شهد عام 2023، عودة المهرجان الوطني للفنون المسرحية في نسخته الثانية عشر. وفي 16 نوفمبر 2024، انطلق مهرجان درنة الزاهرة في دورته السادسة تحت شعار “درنة تعود – درنة الامل”، وفي ديسمبر 2024، انطلق مهرجان المسرح الكوميدي في دورته الأولى في مدينة بنغازي.  2024 ضمن فعاليات بنغازي عاصمة للثقافة الإسلامية.

ويقول مدير المسرح الوطني ـ مصراته الفنان أنور التير: عودة المهرجانات المسرحية شيء جميل، رغم تفاوت العروض المسرحية من حيث الجودة والأداء إلا أنها إنجاز في ظل ظروف معقدة منها عزوف المواطن عن المسرح والتي قد تشكل عودتها فرصة للاحتكاك بين الفنانين والجمهور. وتحدث الفنان أنور التير عن عدد من المعضلات التي يعانيها المسرح الليبي منها، عدم وجود بنية تحتية للمسرح الليبي، انعدام وجود المعاهد المتخصصة بالفنون المسرحية، غياب النشاط المسرحي المدرسي في مختلف المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية حتى المرحلة الجامعية باعتباره نواة لاكتشاف المواهب، عزوف المسرحي عن العمل في ظل مقابل مادي لا يفي بمتطلباته المعيشية اليومية والنهوض بمسؤولياته.

وتابع: نحن نحتاج وقوف الدولة وقفة حقيقية مع المسرح، ونقابة خاصة بالمهن التمثيلية خاصة المسرحية تضطلع بمسؤولياتها في الحفاظ على حقوق الفنان والعمل على جودة المحتوى المسرحي والفني.

وأفاد خالد بو شرود مصمم مواقع وهو أيضا ـ سينوغرافي مسرحي ـ أن المهرجانات ضرورة من شأنها خلق فضاء للنقاش وتبادل الأفكار واختلافات الطرح والرؤى، فهي نتاج أعمال الفرق على الرغم من صعوبة الظروف وحتى يستمر الحراك المسرحي علينا حل المعضلات التي تواجهه بتوفير مقار للفرق واعادة مقارها التي أغلقت أو تحولت إلى محلات لبيع التبغ والملابس وإذا اقتصرت المهرجانات على عروض الفنانين زملائهم فما الفائدة ما لم تستطع استقطاب الجمهور.

وعن التحديات التي تواجه المسرح، قال خالد بو شرود: عدم توفر مقار للفرق وللتدريبات إضافة إلى قلة الكتَاب المسرحيين، قلة قاعات العرض المسرحي قلة وضعف التمويل، تأثير الشوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي التي سهلت عملية الانتشار واكتساب جمهور ومتابعين حتى وإن كان المحتوى فارغ.  نحن بحاجة إلى إقامة دورات في كتابة النص المسرحي لسد الفراغ الذي يعاني منه المسرح.

ويرى المخرج والممثل المسرحي سعيد المهدي، أن المسرح الليبي افتقد لاهم ركائزه وهي المهرجانات المدرسية المسرحية في مختلف المراحل الدراسية والتي كانت أكثر حضورا وزخما قبل 17 فبراير

وان المسرحيون احتفوا بعودة المهرجان الوطني للمسرح رغم الضعف والتكرار على أمل أن تكون الدورة القادمة أكثر قوة بنصوص ليبية حديثة. وكباقي أغلب المدن لا تمتلك مدينة الخمس مسرح خاص ورغم كل الظروف نحاول قدر الإمكان العمل والتواجد على أمل أن تزدهر الحركة المسرحية غربا كما هو الحال شرقا

وأكد سعيد المهدي، أن كل الاماني لن تتحقق ما لم تجد دعما حكوميا متواصل لضمان استمرارية النشاطات والحركة المسرحية.

وختاما، تحدث المسرحيون الثلاثة عن ذات المعضلات والعقبات والتحديات التي تواجه المسرح، فالأنشطة المسرحية الدراسية المبكرة من شأنها أن تلفت الانتباه للمواهب وخلق جمهور ذواق مؤمن ومهتم بالمسرح، مع ضرورة وجود اهتمام حكومي بالقطاع المسرحي موفرا له ما يحتاجه من بنية تحتية وتحقيق مستوى مادي مريح للفنان المسرحي.

 

شاهد أيضاً

تسليم شحنة من أدوية علاج الأورام لعدد من المستشفيات والمراكز الصحية

سلم جهاز الإمداد الطبي اليوم الخميس شحنة جديدة من أدوية علاج الأورام وذلك وفق البرنامج …