منصة الصباح

من يقف وراء تهميش وإضعاف المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية؟

 

تقرير/ حمزة جبودة – الصباح

لكل أمة ذاكرة محفوظة، تروي كيف ناضلت وصنعت لنفسها مكانةً بين الأمم الأخرى، عبر سلسلة من المحطات التاريخية التي تكشف عن زعماء وخرائط وأفكار وثقافات تكوّنت، لأجل شيء واحد هو الدولة الوطنية.

ولن نُبالغ إن وصفنا المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية، بأنه أهم مؤسسة ليبية، لكونها الأساس الأول والأخير. بدونه تستطيع أي دولة نهب ثروات ليبيا، بدونه يستطيع أي جيش أجنبي باحتلال أي بقعة جغرافية، بدونه لا وثائق ولا شهادات تاريخية تُثبت حقوق ليييا أمنيًا وثقافيًا ووطنيًا، بدونه لا وجود لليبيا.

هذا المركز، هو أساس الأمن القومي لليبيا، وإهماله وعدم دعمه أو رصد ميزانية خاصة لهُ منذ العام 2011، يضع علامات استفهام كبرى حول عقلية الحكومات في ليبيا، في فهم واستيعاب خطورة هذا الإهمال.

بدايات انشاؤه

أُنشأ المركز في العام 1977 تحت اسم “مركز بحوث ودراسات الجهاد الليبي” وفقا لقرار من “اللجنة الشعبية العامة- مجلس الوزراء” في 17 أغسطس 1977 ومقره مدينة طرابلس. بعدها عُدّلَ اسمه إلى “مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية” العام 1980.

بتاريخ 13 مايو سنة 2009 صدر عن “اللجنة الشعبية العامة- مجلس الوزراء” القرار 207 القاضي، بتولي المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية، جمع وحفظ وفهرسة وحماية الوثائق والمخطوطات ذات الأهمية التاريخية التي تشكل الأرشيف العمومي للدولة.

اغتيال الهوية.. إهانة تاريخ الأجداد

كيفية عمل المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية في ظروف قاسية، يطرح أسئلة حقيقية عن أفكار وأولويات السلطات الحاكمة في ليبيا، وعلى رأسها السؤال الأهم: هل التهميش دوافعه الجهل وعدم المعرفة أو قرار سياسي بإضعاف هذه المؤسسة؟! طرح هذا السؤال المشروع هو المفتاح الذي سنفهم من خلاله هذا “اللغز” إن صحّت التسمي، فالمركز الليبي للدراسات للمحفوظات والدراسات التاريخية مهمّش من كل بنود الاتفاقيات مع كل الحكومات، و من مناقشة ما يعنيه والبحث عن حلول جذرية له.

ورغم أن الاستثمار في التاريخ هو ضمانة للحاضر والمستقبل، وبدون ذاكرة قوية لن تتقدّم أي دولة تطمح لأن يكون لها مكانةً مرموقة بين الدول الأخرى. الاستثمار هُنا عنوانه الهوية الوطنية الجامعة، التي تحتاج لها ليييا اليوم، وفي أن تُعيد للمركز مكانته الحقيقية.

والمأساة، أننا لم نرَ أي مشروع استثماري لصالح المركز بعد العام 2011 يعزز لدى الليبيين والليبيات الشعور بانتماءهم الوطني ويُعيد لهم الثقة في حاضر ومستقبل بلدهم. لم نسمع ولم نرَ لأن السؤال الأهم كما قُلنا سابقًا لم يُطرح حتى هذه اللحظة.

ولهذا يجب أن نسعى إلى إعادة فتح ملف المركز بشكلٍ أوسع وبخُطّة منهجية وعلمية.

شاهد أيضاً

الجويفي يشارك في اجتماع مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب

شارك وزير الرياضة، عبدالشفيع الجويفي، في اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب في …