الصباح/ حمزة جبودة
في زحمة الأعمال التي عُرضت في الموسم الرمضاني الماضي، غابت بعض الأعمال الدرامية التي تستحق المتابعة، ومنها مسلسل “منتهي الصلاحية”.
العمل الدرامي، فتح ملفًا مازال شائكًا بسبب ارتباطه تكنولوجيًا بالبرامج، وهو ملف أو عالم المراهنات الإلكترونية التي انتشرت بين المراهقين على وجه التحديد. وهي البرامج نجحت بعدة طرق على أن تسرق الوقت والمال، وتصنع أزمات عائلية بين الآباء والأبناء.
يخوض الفنان محمد فراج، أولى بطولة تلفزيونية مطلقة، في “منتهي الصلاحية” إلى جانب ياسمين رئيس، هبة مجدي، خالد سرحان محمود الليثي، دنيا ماهر، تامر نبيل، سامي مغاوري، حسن مالك. تأليف محمد هشام عبية، إخراج تامر نادي.
بعد خروج “صالح”- محمد فراج- من السجن بسبب قضية سُجن فيها ظلمًا، يجد نفسه أمام رهان الوقت لكسب المال والعودة إلى بيته وحياته، محاولا إصلاح علاقته بطليقته والبدء في حياة أُسرية سعيدة.
صالح يكتشف عوالم “الرهانات” ويدخلها بقوة، عبر خطط وترتيبات معقدة، ويبدأ مسيرة صناعة عالمه الخاص الذي يستقطب رجال الأعمال لأخذ أموال منهم عبر الاحتيال. ومن خططه، مضاعفة أرباح رجال الأعمال لأكثر من مرة في لعبة الرهانات الإلكترونية، حتى تسهل عليه المطالبة بمبالغ ضخمة ومعها سيتضاعف هؤلاء وسيمنحونه ما يطلب.
اسم البطل “صالح الفايز” له دلالة واضحة لا تحتاج إلى شرح، لكنها توحي بتناقضات شخصية الشاب الطموح، وهذه التناقضات يكشفها العمل الدرامي في علاقته بوالده الصارم في علاقته مع ابنه عكس علاقته بشقيقته.
خطورة عالم المراهنات والذكاء الاصطناعي:
في إحدى المشاهد، يلجأ “صالح”، إلى نجوم ومشاهير للترويج للمراهنات، ولكن عبر الاحتيال. مستخدمًا الذكاء الاصطناعي.
اختار ضحية هذا الاحتيال “شيخ مشهور” مستخدمًا طبقة صوته وشكله، ليقول للناس، أن الأموال في المصارف غير مضمونة، وأن تطبيقات الرهانات هي الضامن والمكان الآمن لهم إن أرادوا المكاسب.
هذه الطريقة، أصبحت اليوم تنتشر بشكلٍ كبير، ما يصعب على المؤسسات الأمنية المختصة تواجه المتاعب بسبب عوالم التكنولوجيا التي تمنح الآمان في بعض الأحيان للمحتالين. ومعها تتفاقم الأزمات بسبب عدة عوالم أهمها غياب الحلول الاقتصادية، التي تشجع الكبار والمراهقين على ترك هذه الألعاب المدمرة
كائن منتهي الصلاحية:
في لحظة خسارة صالح لزوجته وابنته وحياته السابقة، يعترف لنفسه ويكشف حقيقتها، في حديث موجع: “الحياة مكسب وخسارة، فيه مكاسب قُدام عينينا وما بنقدرش قيمتها، وبتبقى هيا القيمة الحقيقية لحياتنا، ومكاسب تانية تضرب في أولها، ومع الوقت بتنطفي لمعتها زي السراب، وبنكتشف أنها مكاسب ماليهاش أي قيمة، وجمعها كان خسارة، والخساير نوعين، نوع بنقدر نعوضو، ونوع تاني ما بيتعوضش، خسارة منو واحدة بس قادرة تكسر غرورك، وتعريك قدام نفسك، وتوريك قد إيه انت ماليقش قيمة، موتك مكسب لغيرك، كائن ضعيف.. هش.. فاسد.. كائن منتهي الصلاحية”..