منصة الصباح

كلمات على هامش تقرير المخاطر العالمية 2024م

أحلام محمد الكميشي

اعتاد المنتدى الاقتصادي العالمي قبل عقد اجتماعه السنوي في دافوس بسويسرا أن ينشر بصورة سنوية تقرير المخاطر العالمية بناءً على نتائج عمل شبكة المخاطر العالمية، ويرصد التقرير التغييرات التي تحدث في مشهد المخاطر العالمية من عام إلى آخر، وتم نشر تقرير المخاطر العالمية (Global Risks Report 2024) في 11 يناير الجاري.

وقد حدد التقرير أن المخاوف من استمرار أزمة تكاليف المعيشة، والمخاطر المتشابكة لانتشار المعلومات المضللة والخطأ التي يحركها الذكاء الاصطناعي، والاستقطاب الاجتماعي والتحديات البيئية الأطول أمدا كأبرز المخاطر العالمية المتوقعة في العام 2024م، ووجّه التقرير الدعوة لقادة العالم لإعادة النظر في أسلوب التعامل مع المخاطر العالمية.

هذا يحتم علينا أن نضع أولوية كبرى لرسم خطة استراتيجية للتعامل مع هذه المخاطر بحسب تأثيرها على الحالة الليبية ووفق الإمكانيات المتاحة، وأن تراعي هذه الخطة عنصري المكان والزمان وبحسب الظروف الخاصة بكل من العنصرين محليًا ودوليًا.

والسؤال: هل سيهتم المسؤول الليبي بوضع هذه الخطة؟ وكيف ومتى؟

وفي ظل ما يشهده العالم من تنامٍ متزايد في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ما بين الاستخدام الإيجابي أو السلبي، والتخوف العالمي من تسببه في تحريك مخاطر متشابكة لانتشار المعلومات المضللة والخطأ خلال العامين القادمين بما يؤثر على اتجاهات الرأي العام وسلامة الانتخابات والاستطلاعات ومختلف جوانب الثقافة والاقتصاد والصحة العامة، فماهي الخطوات التي ستتخذها ليبيا للحد من هذه المخاطر المتسارعة؟

وفي ظل التحديات البيئية والمناخية، وشح الأمطار وسيطرة الجفاف وتأثير هذا على المنتوج الزراعي والفلاحي واحتياطيات مياه الشرب، إضافة للارتفاع المتزايد في درجات الحرارة وانحسار الغطاء النباتي بسبب التمدد العمراني مما يسمح لرمال الصحراء بالزحف المتواصل وزيادة نسبة الغبار في الهواء وما يسببه هذا من أمراض تنفسية وحجب للرؤية وتأثير على النظر، ناهيك عن الكوارث والمشاكل البيئية الطبيعية كما حدث في درنة والبيضاء وزليتن، ومجددا ماهي الخطوات التي ستتخذها ليبيا للحد من هذه المخاطر المتسارعة؟

ومع زيادة المخاوف من استمرار أزمة تكاليف المعيشة في كل المعمورة، في ظل حروب ماتزال تحصد آلاف الضحايا وتؤثر على أسعار النقل وتوفر الأغذية على مستوى العالم، ومع التهديد الذي صارت تشكله بعض المختبرات على البشرية بتخليق فيروسات لنشر أوبئة لم تعرفها البشرية من قبل، ما يجعل من الواجب الوطني تخفيض المصاريف غير المجدية وتقنين الإنفاق العشوائي بما يعود بالنفع على المواطن، والحد من الفساد وتفعيل المزيد من الرقابة الإدارية والمالية والمحاسبية على كافة الدوائر الحكومية والقطاع العام، ورفع الثقة بين المواطن والمسؤول على تطبيق الأحكام القضائية بإصدار مذكرات جلب وإحضار بحق كل من هرب خارج البلاد بما خف حمله وغلا ثمنه من قوت الليبيين، يضاف لهذا عدم استنساخ أجزاء متفرقة من تجارب بقية الدول دون العمل على استيراد المنظومة كاملة وتلييبها وفق المعطيات الليبية لأن نتائج تطبيقها ستكون على الشعب الليبي بالكامل وليس على المسؤول الذي استنسخها فقط، هذا الشعب الذي أنهكته التجارب المنقوصة وغير المدروسة وأرهقه الجلوس كاليتيم على مائدة اللئام، ويلح السؤال عن ماهية الخطوات الفعلية والوطنية التي ستتخذها ليبيا للحد من أزمة تكاليف المعيشة بعيدًا عن الترويج لرفع الدعم عن المحروقات وكأنه مصباح علاء الدين السحري.

شاهد أيضاً

حكايتان (2)

زكريا العنقودي   1-رحم المنامات !!   لم يعش سوى لحظات..لكن بكاه الجميع ، وحين …