منصة الصباح
"المجمل في الأمثال العامية الليبية".. إصدار جديد

كتاب ،، المجمل في الامثال العامية الليبية،، رحلة خمسة أعوام ببن التنوع الثقافي والتقاليد المحلية

في ظل غنى الموروث الشعبي الليبي وتنوعه، برز الباحث توفيق الشقروني بشغف علمي لتوثيق الأمثال الشعبية التي تمثل إحدى أعمق أوجه الثقافة المحلية. من خلال كتابه “المجمل في الأمثال العامية الليبية”،

وأوضح توفيق الشقروني أن الأمثال الشعبية ليست فقط أعداداً كبيرة بل متباينة ومتعددة بحسب المناطق واللهجات.

لذلك بدأ رحلة البحث بتصفح كتب مختلفة عن الأمثال الشعبية، ليكتشف تفاوتاً ملحوظاً في الأعداد التي توردها بعض المصادر، مما دفعه للاعتقاد بأن العدد الحقيقي أكبر بكثير. ورغم وجود بعض التكرار، وجد أن كل منطقة تحتفظ بمجموعة خاصة من الأمثال تعكس بيئتها ولهجتها.

التناغم الشعري للأمثال

اعتمد الباحث على مصادر متنوعة بين الشفاهية والمكتوبة، بالإضافة إلى الكتب السابقة والإنترنت، واهتم بالمقارنة بين النصوص المختلفة للحفاظ على التناغم الشعري للأمثال. وأوضح أن اختلاف نطق الأمثال بين المناطق يتطلب اختيار الصيغ التي تحمل النغمة الأنسب، مع الإشارة إلى أن بعض الكلمات تختلف كلياً بين منطقة وأخرى.
وأشار الشقروني إلى أن معظم المصادر المكتوبة حديثة نسبياً، ما استوجب إجراء عمليات دقيقة للتحقق من صحة الأمثال عبر استفتاء كبار السن والسكان المحليين. كذلك، كانت التحديات تتمثل في البحث عن الأمثال غير المكررة، الأمر الذي استغرق سنوات من الجهد المتواصل.

خلال خمس سنوات، من 2007 حتى 2011، تمكن الباحث من جمع عدد كبير من الأمثال التي تعكس جوانب متعددة من الثقافة الليبية، من اللباس واللهجة إلى البيئة والمعتقدات، فضلاً عن القيم والأخلاق. وأكد أن الأمثال ليست دائماً ذات معانٍ إيجابية، فهي تعكس التنوع الإنساني بكل ما فيه من صفات جيدة وأخرى سلبية، وهو بذلك يلقي الضوء على الطبيعة البشرية بكل تعقيداتها.

تأتي جهود توفيق الشقروني في وقت يحتاج فيه التراث الشعبي إلى توثيق وحفظ، ليبقى حياً في الذاكرة الثقافية للأجيال القادمة، ويؤكد أن الأمثال ليست مجرد كلمات متوارثة بل هي مرآة تعكس روح المجتمع وتاريخه المتجذر.

شاهد أيضاً

الأمن يداهم مصنع خمور محلي في سوكنة

الأمن يداهم مصنع خمور محلي في سوكنة

 داهم قسم البحث الجنائي بمديرية أمن الجفرة منزلًا في منطقة سوكنة بعد ورود معلومات تفيد …