تواصل
بقلم /محمد الفيتوري
يبدو أن ثقافة العمل التطوعي التي تشهدها العديد من المدن الليبية تسهم مساهمة فعالة في التخفيف من معاناة الأعداد الهائلة من المهجرين والنازحين نتيجة احتدام المعارك التي تشهدها البلاد ..
هذه الثقافة التي نعول عليها في أرساء دعائم مجتمع مدني متماسك يتعاون فيه الجميع لخير الجميع وتقدم فيه يد العون والمساعدة لمحتاجيها وذلك من باب التضامن الوطني والشعور المشترك بمعاناة بعضنا البعض والتخفيف من قع الآلام التي تسببها الأزمات متي حلت وعدم الوقوف أمامها وقفة العاجز وتدبر الحلول لها قبل أي تدخل حكومي قد يتأخر أو قد لا يأتي من الأساس ..
بلادنا تزدهر بالمئات أن لم نقل الآلاف من المؤسسات الأهلية التطوعية وعلى امتداد فضائها الجغرافي الشاسع تقدم الخدمات الإنسانية الضرورية من خلال شباب وطني متحمس من الجنسين نراهم يعملون بكل جد واجتهاد علي سبيل التطوع لأجل تقديم يد العون والمساعدة في كل وقت وحين يخففون من مشاعر الحزن التي تهتمن علي ضحايا الصراعات والحروب وتعيد لهم الأمل في حياة أفضل ..
مئات المؤسسات الأهلية تعمل في الميدان وعلي أرض الواقع في ظل ظروف سيئة ولكن تعمل دون ككل أو ملل من أجل إراحة آلاف النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الاشتباكات المسلحة وأصبحوا في أحوج ما يكون للأهتمام بهم وقضاء حوائجهم الأساسية وسد العجز الحكومي بقدر الإمكان والذي قد يحدث تحت أي ظرف من الظروف لهذا يكتسي دور منظمات المجتمع المدني أهمية بالغة في هكذا ظروف تعيشها البلد وتحتاج فيها إلي مؤازرة الجميع بغية تجاوز المحن بأقل الأضرار واحتواء مشاعر الغضب لمن تركوا بيوتهم وتفرق شملهم وأصبحوا نازحين فاقدين للأستقرار العائلي.
شباب وطني يعملون بتفان واخلاص من خلال مؤسسات مجتمع مدني وجمعيات أهلية لا تعتمد في أداء مهامها الإنسانية إلا على جهود ومبادرات أبناء الوطن الخيرين نراهم يقدمون الخدمات والمساعدات لأهلهم في مدن كثيرة نزحت إليها جموع كبيرة من العائلات نتيجة الحرب فنشد علي أيدي هؤلاء الشباب لأنهم يقدمون عملا وطنيا وإنسانيا راقيا دون أنتظار أي مقابل مادي بل فزعة منهم لأخوانهم في مثل هذه الظروف العصيبة التي يعيشونها ..
نعم ينبغي أن تسلط الأضواء على نجاح العمل التطوعي الإنساني في بلادنا وأن نعترف بأهمية دور المنظمات والجمعيات الأهلية المحلية الوطنية في بلورة العمل الإنساني علي أرض الواقع وعلي الميدان لتسهم في التخفيف من معاناة الكثيرين في إطار القيام بالواجب الوطني الذي هو من صميم اختصاصات ومهام هذه المنظمات وهذه الجمعيات الرائعة التي تضم في عضويتها شبابا وطنيا طموح لفعل الخير في كل الظروف وكما يقولون أن قيمة حياة الإنسان لا تقاس بعدد السنين التي يحياها بقدر ما تقاس بعمله في هذه الحياة وما قدمه لنفسه ولمجتمعه وللإنسانية جمعاء