استطلاع / أسماء كعّال
غداً يحل اليوم الموعود، ويفتح المتحف الوطني أبوابه أمام الزائرين، للمرة الأولى منذ عقد ونيّف، معلناً طي صفحة للنسيان وفتح أخرى تنبئ بغدٍ أفضل – على الأقل على المستوى الثقافي، وذلك بعد أن طالته يد التطوير والصيانة.
الحدث الذي يكرّس درة لتاج أيام طرابلس الإعلامية يعيد إلى الواجهة شاهداً على الذاكرة الوطنية، التصق بحياة الليبيين دوماً – باحثين ومواطنين – كميدان احتوى نفائس ما حملته الحضارات المتعاقبة على أرض الوطن منذ بدء الخليقة، ومسرح تتجلى على ركحه فصول التأريخ الليبي الضارب في القدم. وصبيحة الافتتاح، كان للصباح جولة طافت أرجاء المتحف والتقت بالقائمين عليه، كما استطلعت آراء المتلهفين إلى ولوجه من جديد.
توطئة تاريخية

مدير المتحف الوطني «فتحية عبدالله الحواسي» استهلّت حديثها بتوطئة تاريخية، أشارت فيها إلى أن هذا الصرح مؤسسة لخدمة المجتمع، مهمته جمع وحفظ التراث الحضاري والتعريف بالثقافات المتنوعة، أُنشئ سنة 1988م ضمن قلعة السرايا الحمراء التاريخية.
وأضافت أن المتحف يضم قاعات عرض موزعة على 4 طوابق، تعرض عديد الكنوز الأثرية والتاريخية الشاهدة على حضارات ازدهرت على الأراضي الليبية، بداية من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث.
كما تختص بعض قاعاته بالتعريف بالتراث الشعبي وتنوع الأزياء والحُليّ بمدن ومناطق ليبيا، إلى جانب قسم لحركة الجهاد الليبي ضد المستعمر، يحتوي مقتنيات رموز حركة الجهاد.
مآرب عديدة

وتمضي «الحواسي» موضحة الأهداف الرئيسة للمتحف الوطني، من جوانب تربوية تمكن الطلاب والباحثين من استكمال مشاريعهم البحثية، إلى أخرى اقتصادية تعين على تنشيط حركة السياحة، إلى جانب تكريسه ميداناً لإقامة المعارض المؤقتة وترتيب الزيارات المدرسية، لخلق تواصل بين الطلاب والتاريخ الوطني.
ما الجديد؟
سؤال ألقيناه على مسامع «فتحية الحواسي» مستفسرين عمّا استجدّ بعد الصيانة والتطوير، لتكشف عن إدخال تقنيات حديثة لهذا الصرح، تتضمن شاشات عرض تفاعلية وقاعات ورش عمل للأطفال، بغية الارتقاء به لمصاف المتاحف العالمية.

كما طمأنت مدير المتحف الوطني المواطنين بأن المتحف نجا من أي أعمال تخريب أو ضياع “بفضل ما قام به الفريق المكلف من إجراءات لتأمين وحماية المتحف وما يحويه من مقتنيات نفيسة”.
استعادة الهوية
الفنان التشكيلي «عادل مختار»، بدا متحفزاً للافتتاح: “نحن كفنانين تشكيليين نحتاج للرسم داخل المتحف ونقل بعض الصور بالإضافة إلى ترميم أعمالنا المجسمة ونتوق بشدة لذلك”. أما المهندس المعماري «عبد الهادي شرلالة» – والذي وجدناه جالساً يرتشف قهوته في هدوء – فعدّ إعادة افتتاح المتحف خطوة تعكس اهتمام الحكومة بإحياء المعالم الثقافية والتاريخية المهمة.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية