بوضوح
بقلم / عبد الرزاق الداهش
الليلة قبل الماضية ظل الناس يتحرون رؤية المتحدث الرسمي باسم المركز الوطني لمكافحة الأمراض، إلى ما بعد منتصف الليل.
وبعد طول انتظار، لم يظهر المتحدث المنتظر، واكتشف الناس أنها ليلة متممة لنفس الغموض السائد.
البارحة طلع علينا المتحدث باسم المركز، ليقدم لنا إيجاز أشبه ما يكون بأكل المستشفيات، حيث لا طعم، ولا لون، ولا رائحة، وكان يمكن أن يختصره الإيجاز في جملة: (لا جديد يذكر ولا قديم يعاد).
بعد الإيجاز الذي لم يجب عن أسئلتنا الحائرة، بل زادنا اسئلة أخرى أكثر حيرة، جاء بيان من نفس المركز على طريقة فوازير رمضان، بثبوت الإصابة رقم 18.
هذا الارتباك أربك الشارع، وهذا الأداء البائس هو من أنعش بيئة الإشاعة، وساعد على التوظيف السياسي للوباء.
ليس مطلوب من المتحدث الرسمي أن يصلح العالم، فقط أن يقدم لنا بيان افصاح صحفي، بشكل مهني يرد على جملة من الأسئلة الملحة.
الإصابة الأولى هل تماثلت للشفاء كما تقول أحد المصادر، أم أنها تتماثل للشفاء كما يقول الناطق الرسمي، ولماذا يظل المرض لأكثر من شهر؟
أحد حالات الإصابة بالفيروس ليس لها تاريخ سفر، وليست مخالطة، يعني عدوى أفقية، هل هناك برنامج تتبع لمخاطين المخالطين.
العدد المعلن أو المؤكد هو 18، والعدد المتوقع بالتأكيد أكثر من هذا بكثير وخاصة عندما نكتشف حالة إصابة من مصدر عدوى مجهول، فمتى نرى مسح واسع.
قلنا نريد متحدث رسمي باسم وزارة الصحة يخرج على شاشة أحد القنوات التابعة للدولة في وقت محدد، يقدم بيان واضح، ويجيب عن أسئلة صحفيين عبر الهاتف، بدل عمل هواة، أو عبث الهواة.