منصة الصباح
زيارة لمستشار ترامب إلى ليبيا لاستعادة المبادرة الأمريكية

زيارة لمستشار ترامب إلى ليبيا لاستعادة المبادرة الأمريكية

يبدأ المستشار الأميركي للرئيس دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، مسعد بولس، اليوم الأربعاء زيارة رسمية إلى ليبيا، تشمل العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي، في خطوة تعكس تحركًا أميركيًا متجددًا تجاه الملف الليبي واستعادة زمام المبادرة الدبلوماسية في المنطقة.

وتأتي الزيارة، وسط حراك دولي مكثف لإحياء المسار السياسي المتعثر، وتفادي تصاعد التوترات في ظل الانقسام المؤسسي المستمر، خاصة مع اقتراب موعد استحقاقات انتخابية جديدة لم تتحدد معالمها بعد.

وبحسب مصادر دبلوماسية، من المقرر أن يلتقي بولس خلال وجوده في طرابلس بكل من رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، إلى جانب محافظ مصرف ليبيا المركزي ناجي عيسى، في اجتماعات تتمحور حول آفاق الدعم الأميركي للعملية السياسية، والتعاون المالي والاقتصادي.

وسيتوجه بولس لاحقًا إلى بنغازي، حيث يلتقي القائد العسكري خليفة حفتر، في إطار مساعٍ لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، ودعم الجهود الرامية لإنجاح الحوار الوطني، وفق ما أفادت به مصادر مطلعة.

وبحسب مصادر إعلامية، تهدف الزيارة، التي تأجلت في يونيو الماضي لتفادي تداخلها مع مؤتمر برلين، إلى تأكيد التزام واشنطن بدعم العملية السياسية في ليبيا، ومنع تفرد أطراف دولية أخرى بالملف، مثل روسيا والصين.

وأكد بولس في تصريحات صحافية مؤخراً أن:”السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الليبية هو تنظيم انتخابات رئاسية شاملة وعادلة”، منتقدًا استمرار المرحلة الانتقالية التي اعتبرها “عبئًا على استقرار البلاد”.

وتحمل هذه الزيارة، بحسب مراقبين، دلالات سياسية وأمنية تتجاوز الطابع البروتوكولي، إذ تُعد مؤشرًا على عودة الاهتمام الأميركي بالملف الليبي بعد فترة من التراجع، تزامنت مع توسع النفوذ الروسي من خلال شركات أمنية أبرزها “فاغنر”، وتحركات صينية اقتصادية متنامية في القارة الإفريقية.

كما تُسلّط الزيارة الضوء على ملفات شائكة، من بينها وقف إطلاق النار، ملف الهجرة، التعاون الأمني، إعادة الإعمار، ورفع التجميد عن بعض الأصول الليبية المجمدة في الخارج، وهي قضايا تحظى باهتمام مشترك بين الجانبين.

وفي تعليقه على الزيارة، اعتبر عضو المجلس الأعلى للدولة سعد بن شرادة أن بولس لن يقدم شيئاً جديدًا، بل سيكتفي بالاستماع إلى جميع الأطراف”، فيما رأى السفير السابق عادل عيسى أن التحرك الأميركي “يتجاوز ما هو معلن، وقد يحمل في طياته أجندات مرتبطة بالهجرة والمصالح الاقتصادية.

وتأتي هذه الزيارة، في وقت تتسابق فيه العواصم الإقليمية والدولية على كسب موطئ قدم داخل ليبيا، ما يعكس رغبة واشنطن في إعادة التوازن الدبلوماسي، وإبراز حضورها في ملف يعتبر مفتاحًا لاستقرار شمال أفريقيا.

وفي ظل غياب تمثيل دبلوماسي أميركي دائم في ليبيا منذ عام 2014، تُعد هذه الزيارة الأولى من نوعها بهذا المستوى، وقد تكون مقدّمة لعودة تدريجية أكثر فاعلية للدبلوماسية الأميركية إلى المشهد الليبي المعقد.

شاهد أيضاً

تنظيف شامل لخزانات المياه في محطة تحلية الزاوية

تنظيف شامل لخزانات المياه في محطة تحلية الزاوية

الصباح أطلقت الجهات المختصة، في مدينة الزاوية حملة شاملة لتنظيف خزانات المياه في محطة التحلية …