منصة الصباح

اللي إديره الأعمى يلقاه في عكوزه

باختصار

تؤدي مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الأدوار الاتصالية والإعلامية التي لا يمكن لأحد نكرانها أو حتى تجاهلها، لهذا نجد أعداد المشتركين فيها تتزايد بشكل مستمر ، كما يزداد زمن استخدامها من قبل أغلب المشتركين فيها حول العالم.

وفي ليبيا لا يختلف الأمر كثيراً عن شعوب العالم الأخرى، فيما يتعلق بتزايد الليبيين المشتركين في تلك المواقع، وتمدد زمن استخدامهم أيضاً، بيد أن تصرفات بعض المستخدمين الليبيين في تلك المواقع هي من تجعل منهم مختلفين ومخالفين فيما يمكن أن يطلق عليه بأخلاقيات الاستخدام، فتجد أحدهم يقتحم عليك خلوتك ودون سابق معرفة – باتصالات كثيرة ومتكررة غبر الماسنجر، لا لشيء إلا لأنك وافقت على طلب صداقته الافتراضية، دون أدنى مراعاة لوقتك أو مدى استعدادك لتلقي تلك المكالمة.

ليس هذا فحسب، بل إن منهم من تعرفهم شخصياً ويعرفك معرفة جيدة، ويرسل لك رسائل عبر الماسنجر ويريد رداً فورياً عليها، أما إذا فتحت رسائله دون أن ترد عليها فور قراءتها لها، فسيفتح عليك أبواب غضبه دون أي مراعاة لظروفك التي حالت دون ردك على رسالته، فقد تكون منهمكاً في قيادة سيارتك ولا تستطيع الكتابة، وقد يكون لديك عملاً مهماً ومستعجلاً لتؤديه، وقد تكون حالتك النفسية غير مهيأة للرد على رسالته… لهذا يلجأ البعض للرد على رسائل مثل هؤلاء بوضع إشارة (لايك)، أو إيموجي لوجه يضحك أو قلب أحمر صغير على آخر رسالة لك….. أو غيرها من التعبيرات والتفاعلات الموضوعة في تلك التطبيقات، والتي تمثل في دلالاتها رداً على كل المراسلات والمشاعر الإنسانية.

عدم الرد سريعاً على المراسلات الإلكترونية سبب من الخلافات بين الأصدقاء والأقارب ما لم يسببه عدم الرد على اتصالاتهم الهاتفية العادية، لاسيما أن إمكانية التحجج بعدم الانتباه إلى الرسالة غير مجدي في كثير من الحالات، بفضل نظام الخصوصية الموجود في جُل إعدادات التطبيقات الإلكترونية (واتساب فايبر – تلغرام…)، ناهيك العلامة الخضراء في الماسنجر…… والتي تحيل كلها إلى أن صاحب الحساب موجود في هذا العالم الرقمي، لذلك أمست تلك التطبيقات تفرق المشتركين بدل التقريب بينهم، فنجد بعضهم لا يرد على اتصالات صديقه؛ لأنه ببساطة لم يرد على رسالته فور قراءتها، فقام بمعاملته بالمثل وهو يقول: اللي إديره الأعمى يلقاه في عكوزه.

يجب لهذا يجب على المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي من الليبيين التحلي بما يمكن أن نسميه بأخلاقيات التواصل الرقمي عبر هذه الفضاءات الرحبة، التي ساعدتنا في ما لا يمكن حصره من أعمال، وأن نلتمس الأعذار للأصدقاء الذين اختاروا هذه الجسور الإلكترونية للاتصال والتواصل بنا، كما لا إجراء اتصال مباشر بواسطة هذه التطبيقات دون استشارته برسالة على الأقل، ولا يجب أيضاً أن نصطاد لمن نعرفهم هفوات عدم ردهم على رسائلنا، فلكل منا ظروفه الخاصة، خاصة بعد أن فرضت علينا تلك الوسائل والتطبيقات ما لم تفرضه أي وسيلة أخرى.

 د. علي عاشور

شاهد أيضاً

الـولاء للـــوطن

مفتاح قناو لا يمكن للمواطن الليبي العاشق لتراب هذا الوطن أن يكون شيئا أخرا غير …