منصة الصباح

اللغة العربية في خطر

باختصار

بقلم / د. علي عاشور

لغة الضاد، لغة القرآن، لغة أهل الجنة، أم اللغات… مسميات أطلقت على اللغة العربية، هذه اللغة التي نفتخر نحن الليبيون ونعتز بانتمائنا إليها، بل إن منا من يقول أن لهجتنا الليبية العامية هي أقرب اللهجات إلى العربية الفصحى، ليس هذا فحسب بل ويدافع على هذا الطرح دفاعاً قوياً بحجج يراها مقنعة للجميع دون استثناء. ولكن هل نحن حقاً الأقرب إلى الفصيحة من أبناء المعمورة الممتدة من المحيط إلى الخليج؟ هل نحن تقدر ونعتز بهذه اللغة حتى تكون هي الأولى في هويتنا وندافع عنها؟ أسئلة وتساؤلات قد يراه البعض غير ذي جدوى، لكن الناقد للوضع الذي تعيشه الأمة الليبية فيما يتعلق بهويتنا العربية لا يصب في خدمتها بتاتاً، إذ نجد الأسماء المستعارة من شتى اللغات غير العربية تملء تسطع بها اللافتات الموجودة أعلى مداخل وأبواب المحال …. فهذا محل “أُرزو” للملابس، وذاك محل “روكس شوز” للأحذية، وأخر يسمى محله “إيتشو” للتحف، وغيرهم “ميكادو” للعباءات النسائية و”جي أم باقس” للحقائب، و”توباز” للمجوهرات….والدبلوماسي مول…. والحياة مول…. وغيرها الكثير من المحلات والأسواق الموجودة في مدينة طرابلس، حتى انتشرت ثقافة أنه كلما كان اسم المحل أجنبياً ومخالفاً للغتنا، كلما كان ذلك يعني أنه مخصص للطبقة المرموقة بالمجتمع دون سواها. لم يصب هذا التغريب أصحاب محلات الملابس والأحدية والحلويات فحسب، بل أصاب القصابين الذين يبيعون اللحوم الوطنية أيضاً، فنجد أحدهم يطلق على محله اسم “فليتو” وكأننا في مكان غير الدولة الليبية التي تفتخر بانتمائها للأمة العربية، الدولة الليبية التي سنت القوانين والقرارات التي تمنع استعمال غير اللغة العربية في جميع المعاملات واللافتات والإعلانات بما فيها مسميات المحلات. لهذا يجب التنويه والعمل بهذه القوانين المعززة للغة العربية للحفاظ عليها أمام المصطلحات الغربية والدخيلة عليها، مع تعزيز الوعي المجتمعي للغة العربية والانتماء إلى اللغة الجميلة الموحّدِة والموحدَة، وهذا يتطلب تظافر كل الجهود لاسيما المؤسسات الإعلامية بمنصاتها الإلكترونية التي أصبحت تملء حياتنا وتملء كل أوقاتنا.

شاهد أيضاً

ثلاثة في أسبوع واحد

أحلام محمد الكميشي   كنت أنوي الكتابة عن مصرفنا المركزي المترنح وحقولنا النفطية المغلقة وسياستنا …