تقرير| إبراهيم مصطفى
تصاعدت المخاوف من كارثة صحية في السودان، قد تصيب الملايين جراء تفشي وباء الكوليرا، بعدما تعالت التحذيرات من خطورة الوضع في البلاد، مع تفاقم الحرب وعدم وجود أي بودار لهدنة حقيقية او وقف للاقتتال.
وزحفت الكوليرا، بحسب تقارير سودانية عدة إلى الشمال، وأعلنت إدارة الطوارئ ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة بولاية نهر النيل، تسجيل حالات جديدة في مدينتي عطبرة والدامر.
وعلقت مدير عام وزارة الصحة بنهر النيل، الدكتورة أمل أحمد مجذوب، في تصريحات أن وزارتها أعدت خطة عاجلة للتدخلات السريعة، وبدأ الفريق الطبي بفتح مركز عزل لمعالجة الحالات وحصر الوباء داخل المنطقة لعدم تفشي الوباء وقطع حلقة انتقال العدوى.
وبحسب بيانات الصحة السودانية، ومنظمة الصحة العالمية، فقد سجلت آلاف من حالات الإصابة بالكوليرا، في ولايات البحر الأحمر والقضارف والجزيرة والنيل الأبيض، وولاية الخرطوم وجنوب كردفان وكسلا وغيرها.
وأكدت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، أن البيانات الرسمية تمثل رأس جبل الجليد، وإنها أقل بكثير من حالات الاشتباه في المنازل، وأولئك الذين قبروا دون أن يتم رصدهم عن طريق نظام التقصي، والذي يُعاني من صعوبات لوجستية كبيرة، في ظل انعدام الثقة بالنظام الصحي المنهار، وصعوبة الوصول إلى المشافي الحكومية، بحسب بيان للجنة.
وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، عن قلقه البالغ من تفشى وباء الكوليرا في جميع أنحاء السودان. لافتا: إلى أن عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا، ارتفع بنسبة أكثر من 100% خلال الأسابيع الاخيرة. محذرا من افتقار ثلثي سكان السودان إلى الرعاية الصحية، مع توقف أكثر من 70% من المستشفيات عن العمل في المناطق المتأثرة بالنزاع.
وتشكل الكوليرا، والتي تنتشر بالتزامن مع وباء حمى الضنك بالعديد من المناطق السودانية، تحدٍ جديد يواجه النظام الصحي في البلاد، والذي يعاني بدوره من تدهور مريع.
.. وبعد هل تنتبه الأطراف السودانية المتصارعة إلى ما يهدد بلادها من أخطار صحية جسيمة في ظل استمرار الحرب؟ وهل تنتبه دول جوار السودان وفي مقدمتها ليبيا، من خطر الكوليرا الزاحف بقوة في الكثير من الولايات السودانية.