منصة الصباح

تدهور قطاع الكهرباء في ليبيا من تحسينات صيف 2023 إلى أزمات 2024.

إعداد : طارق بريدعة

رغم جهود الشركة العامة للكهرباء في البلاد لإصلاح الأضرار الناجمة عن الحروب والنزاعات والسرقات التي حدثت للشبكة، وفقا لمنشوراتها اليومية على حسابها الرسمي في “الفيسبوك”، وسعيها لتجديد المحطات القديمة وإصلاح التلف في جميع المناطق والمدن، والذي أدى أخيراً إلى تحسن مشكلة الكهرباء “نسبياً”، بعد أن تمكنت الشركة من دعم استقرار  الشبكة إلى حد ما والتخلص من الأحمال الزائدة إلى حد كبير إلا أن هذا الصيف كان سيئاً على مناطق ومدن كثيرة، والتي وصل فيها انقطاع الكهرباء إلى أكثر من ثمان ساعات وفي بعض الأحيان إلى يوم ونصف.

ويلقي عدد من المواطنين باللوم على الشركة العامة للكهرباء، ويحملونها مسؤولية الانقطاعات المستمرة والمتكررة للكهرباء.

إلا أن الشركة تقول إنها تعاني من مشكلات أخرى، إذ  أرسلت الأحد الماضي رسالة عاجلة إلى مكتب النائب العام، تطالب فيها بالتدخل العاجل بسبب النقص الحاد في إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل محطات توليد الكهرباء، وحذرت من أن هذا النقص قد يؤدي إلى انقطاع الكهرباء في أوقات الذروة، مما يؤثر سلبًا على استقرار الشبكة العامة وقدرتها على تلبية احتياجات المواطنين.

وأكدت الشركة،أن نقص الوقود، بما في ذلك الغاز الطبيعي والديزل، يسبب انخفاضا كبيرا في قدرة توليد الطاقة الكهربائية، مما يهدد بحدوث حالات إظلام جزئي أو كلي، خاصة خلال فترات الذروة الصيفية والشتوية، وأشارت إلى أنها سبق أن نبهت الجهات المعنية مثل المؤسسة الوطنية للنفط وشركة البريقة لتسويق النفط حول خطورة الوضع.

وذكرت الشركة أنها واجهت في الآونة الأخيرة نقصًا ملحوظًا في إمدادات الوقود، ما أدى إلى فقدان كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية وأثر على استقرار الشبكة العامة، وطالبت النائب العام بضمان توفير الكميات اللازمة من الوقود للحفاظ على استقرار الشبكة وتلبية احتياجات المستهلكين، وحذرت من أن  استمرار نقص الوقود يمثل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، خاصة في فترة الذروة الصيفية، حيث يتزايد الطلب على الطاقة الكهربائية.

وتضرر قطاع الكهرباء بشكل كبير بعد عام 2011، غير أن الشركة العامة للكهرباء استطاعت رفع قدرتها الانتاجية إلى أكثر من 8000 ميغاوات خلال عام 2023 بعد أن كانت في السابق لا تفوق 5000 ميغاوات، ليكون صيف 2023 هو أو صيف يمر على البلاد دون انقطاعات تذكر للتيار الكهربائي، ما مثّل نجاحاً كبيرا للشركة العامة للكهرباء.

لكن ومنذ رمضان الماضي، شهدت الشبكة الكهربائية تراجعاً ملحوظاً، خاصة مع الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي على مناطق عين زارة ووادي الربيع وبعض المناطق المجاورة والتي تستمر مابين عشر ساعات على فترتين، وأحياناً أياما متواصلة.

لكن ما أسباب هذا التراجع في أداء الشركة منذ فترة؟

في وقت سابق قال وئام التائب المتحدث الرسمي باسم الشركة العامة للكهرباء، لمنصة الصباح إنه لايوجد عجز لدى الشركة العامة للكهرباء بل “لديها فائض” في الانتاج، موضحاً أن ماحدث من انقطاع في بعض المناطق خلال بداية الصيف، هو نتيجة لاستكمال بعض المشاريع الاستعجالية، والتي من بينها مشروع لمعالجة المختنقات بجنوب طرابلس المحطة الأولى – محطة الـ220 التكبالي، بالإضافة إلى مشروع المحطة الثانية – محطة مشروع النادي الدبلوماسي.

لكن يبدو أن مشكلة شركة الكهرباء لها عوامل عدة، إذ تسببت عاصفة دانيال أيضا العام الماضي بخسائر وأضرار كبيرة لحقت بخطوط التوزيع والكوابل وغيرها، خاصة المغذية للمناطق في شرق البلاد.

وأفاد المتحدث باسم الشركة، وئام التائب، أن عدد المحطات الأرضية المتضررة بلغ 169 محطة، وعدد المحولات الهوائية الكهربائية المتضررة وصل إلى 3860 محولًا في درنة وسوسة والمخيلي والبيضاء، بالإضافة إلى تضرر أربعة خطوط نقل بشكل كبير جراء الكارثة.

ومرة أخرى، تعرض مكتب صيانة الدعوة الإسلامية التابع لدائرة توزيع السراج إلى أضرار نتيجة الاشتباكات في المنطقة، مما أثر على الشبكة الكهربائية ومرافقها في العاصمة طرابلس وضواحيها.

واستطاعت منصة الصباح التحصل على إحصائيات دقيقة توضح حجم الضرر التي تعرضت له شبكات وخطوط ومحطات الشركة العامة للكهرباء:

المنطقة الشرقية    – عدد المحطات الأرضية المتضررة: 169 محطة. – عدد المحولات الهوائية الكهربائية المتضررة: 3860 محولًا   – أربعة خطوط نقل تضررت بشكل كبير:

خطوط نقل أرضية ضغط منخفض “240 كيلو متر”.   – خطوط الضغط العالي “160 كيلو متر”.

الخطوط الهوائية الضغط المنخفض “550 كيلو متر،  الخطوط الهوائية ضغط عالي “195 كيلو متر”.

طرابلس وضواحيها:  أضرار بمشروع خط جنوب طرابلس غرب طرابلس (جهد 400 كيلو فولت).

أضرار بمشروع محطة كهرباء غرب طرابلس الاستعجالي، وتوقف العمل بالمشروع.

أضرار بمحولات القدرة ودوائر رئيسية لنقل الطاقة:محطة باب العزيزية محول القدرة رقم 3 جهد 30/220 ك.ف سعة 100 م.ف.أ.   محطة الجلاء محول القدرة رقم 1 جهد 30/220 ك.ف. سعة 100 م.ف.أ.   – دوائر رئيسية لنقل الطاقة جهد 220 ك.ف وجهد 400 ك.ف.

منطقة جنزور:

– أضرار بشبكة التوزيع ومحول 11/30 ك.ف بمحطة الطريق الساحلي جنزور.

– أضرار بأبراج نقل الطاقة جهد 30 ك . ف حكمون.

-أضرار بمكتب صيانة الدعوة الإسلامية التابع لدائرة توزيع السراج.

-أضرار بالمباني والمرافق والسيارات الخدمية والرافعات التابعة لدائرة الإنارة العامة طرابلس نتيجة الاشتباكات بمنطقة باب بن غشير.

وسبق للبلاد أن عاشت في مرحلة صعبة ومعاناة كبيرة جراء انقطاع الكهرباء لمدة وصلت ليوم كامل، وفي الكثير من الأحيان أياماً متتالية خاصة في عام 2020، وكانت الشركة حينها تبرر ذلك بوجود عجز في توليد الكهرباء وتعرض المحولات لأعطال، وسرقة الكابلات التي لم تنهي إلى يومنا هذا .، فهل ستعود سنوات الظلام للمدن الليبية؟.

شاهد أيضاً

البنك الدولي: نمو بطيء يخيّم على اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

كشف تقرير حديث للبنك الدولي معدلات نمو اقتصاد منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا بعنوان …