خلود الفلاح
ما هو مستقبل الكتاب الورقي في ظل الانتشار النسبي للكتاب الرقمي؟ وما أبرز التحديات التي تواجه دور النشر في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي يمر بها العالم العربي بما فيها الكوارث الطبيعية والحروب؟
ما هو مستقبل الكتاب الورقي؟
وفي حديث مع منصة الصباح الرقمية، يقول مدير النشر في دار عناوين بوكس اليمني أحمد عباس: أن الدار منذ تأسيس الدار ونحن ندرك أهمية الكتاب الرقمي، لذلك ومنذ إصدارنا لبواكير السرد اليمني وهي أول إصداراتنا، قمنا بتنزيل هذه الكتب في عدد من المنصات الإلكترونية مثل جوجل بوكس وجوجل بلاي قبل أن نتوسع بالنشر الإلكتروني ونتعاقد مع منصة أبجد وهي من أهم المنصات العربية في هذا المجال، ويضيف: “المستقبل للكتاب الرقمي لذلك أولينا النشر الإلكتروني أهمية كبيرة تتساوى مع اهتمامنا بالنشر الورقي، ونكتب في العقود التي نبرمها مع المؤلفين أن الدار ملتزمة بنشر الكتاب ورقيا وإلكترونيا.
وتحدث أحمد عباس عن التحديات التي واجهت عناوين بوكس منذ تأسيسها في شهر أكتوبر 2020، وأضاف: “فقد كانت جائحة كورونا في أوجها ومع هذا استطعنا تجاوز هذه العقبة وشاركنا في عدد من المعارض العربية بعد السماح بإقامتها بعد انحسار الجائحة، لكن التحديات المستمرة التي تواجهها الدار مع بقية الدور العربية تتمثل في ارتفاع أسعار الورق والطباعة وفي ارتفاع تكاليف المشاركة في المعارض المختلفة، في حين يقل الطلب على الكتاب من قبل القارئ العربي”.
وأشار أحمد عباس إلى مشكلة النشر في الداخل اليمني بسبب صعوبة إرسال الكتاب للبلاد وإن وصل تبقى مشكلة ضعف القوة الشرائية للقارئ اليمني وعدم قدرته على اقتناء الكتاب، لذلك أوجدت الدار حلولا تتمثل في التعاقد مع شريك في الداخل اليمني لطباعة العناوين التي تقوم الدار بطباعتها في الخارج.
يؤمن العاملين في دار عناوين بوكس بأهمية الكتاب، وأن الثقافة هي طريق الشعوب للتقدم والازدهار، خاصة وإن صناعة الكتاب اليوم بحاجة للدعم الحكومي ودعم المؤسسات الأهلية، ويلفت أحمد عباس” الثقافة في اليمن ليست في سلم أولويات أي من الجهات اليمنية الحكومية وغير الحكومية”.
في المقابل، سلكت دار “هن” المصرية للنشر والتي تأسست عام 2017، مسلكا مختلفا. ويعني ذلك، بحسب مؤسس الدار الناشر المصري رجائي موسى، سميت باسم (هن) ضمير الجمع المؤنث، لأنها دار نشر نسوية، ومساحة آمنة للنساء في قلب القاهرة.
ويستدرك رجائي موسى “خططنا تأتى أساسا من رؤيتنا للحظة النسوية الآن، حاجات النساء، وإمكانياتنا، أما النشر الرقمي أظنه إضافة قوية لصناعة الكتاب. حلمي بان تكون هناك نقابة عامة مستقلة تجمع العاملين والعاملات في صناعة الكتاب وهي بدورها تستطيع تقديم العون والمساندة والدعم اللازم”.
ونسأله، هل تعتقد أن دعم الكاتبات هو في الأساس دعم للنساء بشكل عام ضد العنف مثلا؟ فيقول: ليس بالضرورة، لو لم تكن الكاتبات نسويات فلن يحدث أي دعم للنساء، بل العكس، الخوف من النساء اللواتي يكتبن بطريقة الذكور وعلى نهج الذكر وطريقته وقيمه.
ثقافة النشر
ويرى مؤسس دار أبجد الناشر العراقي حسين نهابة أن صناعة الكتاب الورقي لن تتوقف لأنه نبض الشارع والمدينة. لذلك هو ماضي في مهمته من أجل صناعة وطباعة الكتاب مهما كانت التحديات. يلفت حسين نهابة “عدا الظروف التي مر بها العالم خلال أزمة كورونا، لم يتأثر الكتاب ولا المعارض الدولية للكتاب بأية أزمة أو كارثة سواء طبيعية أو غير طبيعية لان الكتاب مصدر الغذاء الفكري للإنسان”.
وتسعى دار أبجد التي تأسست عام 2019، إلى المضي قدما في انتقاء العناوين الجيدة والمواضيع القيّمة لطبعها ورفد الميدان الثقافي بها.
ويذهب مؤسس دار مسو الناشر التشادي علي بشر أدم، إلى أن الكتاب الرقمي زاحم الكتاب الورقي، وقلل من مكانته وجاذبيته التي كان يتمتع بها، ورغم إقبال القراء في تشاد على استخدام الكتاب الرقمي إلا أن الورقي ما زال يحتفظ بكثير من خصائصه، وحتى لا يفقد الكتاب الورقي موقعه سنعزز بشكل أكبر الإصدارات الورقية، ومستقبلا ربما نفكر في إطلاق الإصدار الإلكتروني وبيعه خصوصا لمن هم خارج تشاد ولم يتمكنوا من الحصول على الكتاب لتسهيل الانتشار والوصول.
وتحدث علي بشر أدم عن التحديات التي تواجه دور النشر في تشاد والمتمثلة في قلة الإنتاج العلمي، ومحدودية ثقافة النشر والتعامل مع دور النشر، ويضيف: في الآونة الأخيرة بدأ الباحثون في السعي لنشر أعمالهم وإنتاجهم في شتى المجالات، ولعل الأعوام القريبة القادمة ستشهد تطور ملحوظا سواء في زيادة الإنتاج العلمي، وتأسيس دور نشر تسعي لتزويد القارئ التشادي بالأعمال العلمية.
تسعى دار مسو والتي تأسست عام 2021، في مشروعها الثقافي إلى إقامة برامج لتكوين الكُتاب في مجال السرديات، والشعر، وتقديم الانتاج العلمي للمجتمع الثقافي والوسط العلمي، والترويج للأعمال المختلفة في المحافل العامة والمحلية من خلال المشاركة في المواسم الثقافية كالمعارض الدولية، والمسابقات الأدبية وغيرها.