منصة الصباح
عبدالرزاق الداهش

الكتاب المدرسي من الصفحة 100!


هذا العام ظهرت، مرة أخرى، مشكلة تأخر الكتاب المدرسي.

وبدل أن يجيء الكتاب قبل العودة المدرسية، جاءت العودة قبل وصول الكتاب.

وما زالت مشكلة انسياب هذا الكتاب قائمة، وما زال الحل الأنسب بعيدًا.
كل الشركات التي نفذت طباعة الكتاب المدرسي في إيطاليا، مثلًا، تعاني مشكلة في التحويلات المصرفية.
وشركات أخرى لم تلتزم بالمدد لأسباب مختلفة، وعلى الأرجح ليست قاهرة.
ما بين ثلاثين وأربعين مليون كتاب رقمٌ ثقيل جدًا، وطباعته بالكامل خارج البلاد مشكلة كبيرة جدًا.
والسؤال الأول: هل نحن فعلًا في حاجة إلى كل هذا الجبل من الكتب المدرسية؟
ثم، هل ينبغي تحويل أطفالنا إلى حملة أثقال، بذريعة “المنهج السنغافوري”؟
ومن دقق في “سنغافورية” مناهجنا؟
وكيف يتوجب على التلميذ كتابة العدد أرقامًا وحروفًا؟ (أي عبقرية هذه؟)
المنهج السنغافوري يعتمد على كتاب واحد مدعوم بمنصات تفاعلية وتقنيات حديثة،
أي أن “التكديس” ابتكارا” ليبيا.
ثم إن المنهج السنغافوري مصمم للتدريب والتحليل والتفكير الناقد، لا للحفظ والتلقين والغش.
والتعليم في سنغافورة يقوم على بيئة تعليمية وجودة محتوى ووسائل حديثة،
وليس على “خرطوم بلاستيك”!
والسؤال الثاني: لماذا يُطبع الكتاب المدرسي بالكامل في الخارج؟
قبل عام 2011 كان يُطبع بالكامل في الداخل، وكان يوفّر فرص عمل وفرصة لتراكم مهارات.
ولكن عندما نريد طباعة ملايين الكتب في وعاءٍ زمني لا يتجاوز شهرين!
فمتى توريد الورق؟ وتوفير المستلزمات؟
من الآخر: اطبع بالخارج، والمطابع تتحول إلى مقاولات.
لن أقول إن هناك “مافيا الكتاب المدرسي”، أو شبكة متربحين من طباعته،
ولكن من حق كل واحد أن يسأل:
لماذا هذا الرقم المرتفع في عدد الكتب المدرسية؟
ولماذا هذه التغييرات غير الجوهرية، والأخطاء المطبعية غير العفوية؟
أسئلة كثيرة، وفي تقديري مهمة.
ولعلنا نحتاج إلى فتح ملف الكتاب المدرسي… من الصفحة مئة
القضية لم تعد مجرد تأخر في وصول الكتاب، بل تأخر في فتح الملف.
نحتاج إلى مراجعة المنظومة من الجذور، لا من مطابعها.
نريد كتابًا يفتح للتلميذ ذهنه، لا حقيبة تكسر له ظهره.

عبدالرزاق الداهش

شاهد أيضاً

وداعا "عميد الطرب": عبد اللطيف حويل، سيرة فنان وُلد من قلب طرابلس القديمة

وداعا “عميد الطرب”: عبد اللطيف حويل، سيرة فنان وُلد من قلب طرابلس القديمة

عميد الطربفقدت الساحة الفنية الليبية أحد أساطينها وأعمدتها، الفنان القدير عبد اللطيف محمد الهوني، المعروف …