منصة الصباح
الكتاب الليبي.. احتضارٌ في المخازن ورقابة تُعطّل عبوره

الكتاب الليبي.. احتضارٌ في المخازن ورقابة تُعطّل عبوره

يشهدُ المشهد الثقافي الليبي سلسلة من المفارقات التي تكشف حجم المأزق الذي يواجهه الكتاب المحلي، فمن جهة، آلاف العناوين مكدّسة في مخازن وزارة الثقافة بمنطقة “بوعطني” ببنغازي، مهددة بالتلف والضياع، ومن جهة أخرى، تُعرقل البيروقراطية والرقابة وصول الأعمال الجديدة إلى القرّاء العرب والعالم..

كتب حبيسة مخازن “بوعطني”

رصدت صور حديثة وضع أحد مخازن الكتب في “بوعطني”، حيث ترقد آلاف العناوين التي تعود إلى رصيد “الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع”، وإصدارات هيئات ووزارات الثقافة السابقة، إضافة إلى كتب اشتُريت من معرض الأهرام للكتاب ببنغازي عام “2017”..

هذه المخازن كانت جزءًا من مشروع طموح قُدم إلى رئاسة الوزراء في فترة تولي الأستاذ “خالد نجم”، ويقضي بتحويلها إلى معرض دائم للكتاب، يتيح هذه العناوين للقراء وأصحاب المكتبات بأسعار رمزية. لكن المبادرة لم تُنفذ وبقيت حبيسة الأدراج..

ورغم تقدير قيمة الكتب بأكثر من مليون دينار في كشف جرد سابق، لم يُستفد منها، وبقيت تواجه الغبار والرطوبة، وسط مخاوف من أن تُباع كخردة لتجار الورق، بدل أن تصل إلى المكتبات والمدارس والجامعات..

المغبوب و”غصّة” الحدود..
محمد المغبوب..

أما الكاتب “محمد المغبوب” فقد روى تجربته المريرة مع الرقابة، وهو يحاول إرسال روايته إلى معرض الشارقة الدولي للكتاب، قائلاً: «مؤسسة الثقافة الليبية هي جسم لا حراك له… ولكي يخرج الكتاب عليّ أن أستحصل على موافقة إدارة الرقابة على الإبداع».
ووصف إحساسه عند عودته إلى بيته «مقهورًا وفي حلقه غصّة» بعدما طُلب منه شحن الكتاب عبر شركات خاصة بتكاليف مرتفعة..

الدعم يتحول إلى رقابة..
علي جابر..

قال “علي جابر”، مدير دار الجابر للنشر والتوزيع:. «من سخرية الدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة الليبية أن تتحول إلى رقيب على الإبداع، وتعرقل وصوله إلى الجمهور العربي.. فليس فقط تداول الكتاب داخل البلاد يحتاج إلى إذن وموافقة الرقابة، بل إن خروجه لتمثيل الثقافة الليبية في المسابقات الخارجية يحتاج لإذن الرقيب موظف الثقافة.»..

جوائز الثقافة الليبية… مهزلة على نفقة الكاتب المتقاعد
حسين بن قرين..

علَّق “حسين بن قرين“: «هكذا تقدم وزارة الثقافة العتيدة جوائزها لمنجز الكاتب، الذي غالبًا ما يخرج للنور على نفقته الخاصة، حتى وإن كان متقاعدًا لا يتجاوز مرتبه “900” دينار. مهزلة ما بعدها مهزلة.»..

أزمة مركّبة

بين كتب مكدّسة بلا جدوى في المخازن، وأخرى تُعامل على الحدود كالممنوعات، تتضح ملامح أزمة مركبة يعيشها الكتاب الليبي، أزمة تجعل من الثقافة الوطنية ثروة معطّلة، بدل أن تكون جسرًا للتواصل مع الداخل والخارج..

شاهد أيضاً

استقالة وزير خارجية هولندا بسبب فلسطين

استقالة وزير خارجية هولندا بسبب فلسطين

أعلن وزير الخارجية الهولندي “كاسبار فيلدكامب”، مساء يوم أمس الجمعة، استقالته من منصبه، عقب خلافات …