الصباح /حنان كابو
أثارت المقالة التي نشرها الناقد الكاتب يونس الفنادي تحت هذا العنوان حول رسالة الدكتورة فوزية محمد بريون التي أعدتها لنيل درجة الماجستير من جامعة القاهرة عن القصة القصيرة في ليبيا وأصدرتها مؤخراً بعد خمسين سنة دار الوليد للطباعة والنشر بطرابلس في كتاب بعنوان (القصة القصيرة في ليبيا: نشأتها وتطورها)
ولكن لماذا فضل الفنادي أن يطرح هذه المقالة الآن تحديدا ويثيرها الآن …وليس خلال طرحه الورقة التي شارك بها في الندوة التي أقيمت حول الكتاب مؤخرا
حيث أشار الفنادي في معرض مقالته إن الدكتور سيد حامد النساج (1936-1996م) في مقدمة الطبعة الثانية من كتابه (تطور فن القصة القصيرة في مصر) بنسخة الكتاب في طبعته الرابعة الصادرة سنة 1990م عن مكتبة غريب بالقاهرة، مجموعةً من الباحثين والنقاد العرب الذين نقلوا بعض الفقر والأحكام عن كتابه من بينهم الدكتورة فوزية محمد بريون حيث يقول عنها من الصفحة رقم 8 إلى الصفحة رقم 11 حرفياً ما يلي:
((… أنَّ باحثةً ليبية “فوزية محمد بريون” تتقدم إلى كلية الآداب، جامعة القاهرة، قسم اللغة العربية، لنيل درجة الماجستير برسالة موضوعها “القصة القصيرة في ليبيا” 1977، فتراها تنقل من مقدمة “تطور فن القصة القصيرة في مصر” فِقراً كاملةً.
والمقدمة ذاتية جداً. وكأن العوامل الشخصية الخاصة بي قد توفرت لدى الباحثة، بحذافيرها كاملةً” مستندا ومستشهدا بالعبارات والجمل والأحكام والمنهج الممتبع
وقد ذهب الدكتور سيد حامد النساج كما ذكر الفنادي في مقدمة كتابه (تطور فن القصة القصيرة في مصر) حول رسالة الدكتورة فوزية محمد بريون (القصة القصيرة في ليبيا) ليترك باب الرد والتعليق مفتوحاً أمام من يعنيه الأمر، من النقاد والأكاديميين المتخصصين في اللغة والأدب والعارفين بتقييم البحوث والدراسات العلمية وفق المعايير الفنية الصحيحة، لكي يوضحوا مسألة النقل والاقتباس والتشابه والسرقة الأدبية، وبالتالي الحكم على ما أورده الدكتور النساج في مقدمته حول رسالة الدكتورة فوزية محمد بريون (القصة القصيرة في ليبيا).
ويعد الدكتور النساج أستاذاً في الأدب العربي، وعميداً لكلية التربية بجامعة حلوان في مصر، أصدر أكثر من أربعين كتاباً من أبرزها (تطور فن القصة القصيرة في مصر) و(دليل القصة المصرية القصيرة) و(اتجاهات القصة المصرية القصيرة) وغيرها.
ومن جهتها كتبت القاصة عزة المقهور ردا على ماورد في المقالة ارى ان هده الاقتباسات الواردة في كتاب د النساج ليست لب موضوع الرسالة المقدمة من د. فوزية بريون منذ أكثر من اربعين سنة مضت. كتاب د فوزية عن نشأة وتطور القصة القصيرة الليبية اعتني بالقصة القصيرة الليبية وتطورها حتى مرحلة زمنية ما. وما تم اقتباسه حسب ما ورد في كتاب د النساج لا يقلل من اهمية موضوع الكتاب وهو لب المسألة واساس اهميته.
تمنيت ان يكون هناك تواصل مباشر مع د فوزية لفهم ملابسات الموضوع قبل النشر على العلن لعل لديها ردودا تكفي لعدم البث العلني،
في كل الأحوال وقد يثبت الاقتباس او النقل ايا كانت التسمية، فعلينا أولا ان نركز على موضوع الدراسة وانها خاصة بالقصة القصيرة الليبية وبالتالي لا علاقة لها بموضوع كتاب د. النساج، ثانيا ان اهمية كتاب د فوزية قد يستغرق اي “خطأ” وقعت فيه في المقدمة لأنه لا يؤثر في موضوع البحث ولا يقلل من اهميته، وثالثا ان صدور كتاب القصة القصيرة الليبية له اهمية خاصة تتفوق على مثل هذه السلبيات ليكون توثيقا مبكرا لمرحلة ارهاصات القصة القصيرة الليبية. واخيرا وليس آخرا رفقا بأجيال في مراحل عمرية متقدمة ما تزال تقدم ما عندها رغم قسوة الزمن ووهن الصحة وخفوت حماس او اندفاع شباب ولى.
وفي نفس السياق كتبت الشاعرة الكاتبة حواء القمودي
هو الغريب في الأمر، أن المشرفة الدكتورة( سهير القلماوي على بحث طالبة الماجستير فوزية محمد بريون، كيف لم تنتبه وتنبه الطالبة التي تراجع معها فصول بحثها، كيف لم تقدم لها النصيحة وتوضح لها الفرق بين الاقتباس والإنتحال والسرقة، وكيف لم ترشدها إلى المراجع العلمية التي توضح لها أو التي تسترشد بها حتى تكتب رسالتها وتستفيد من المراجع والمصادر التي لاشك ستتعلم معها كيف تضع قائمة المراجع والمصادر والتنصيص على الاقتباس… ..
يبدو أن الدكتور سهير القلماوي والأساتذة الذين ناقشوا الطالبة فوزية بريون ،جميعهم غفلوا عن هذا أثناء قراءة البحث ثم مناقشته، أم أن هناك مؤامرة على الطالبة فوزية بريون من الهيئة العلمية بدءا من المشرفة وحتى الأساتذة الذين ناقشوا رسالة الماجستير ثم أجازوها بتقدير متميز ..
وفي ختام تعليقها قالت مؤكد.أن في جعبة الأستاذ يونس الفنادي الكثير للكشف عنه .
كما كتب السيد محمد الطياري ردا على ماورد في المقالة
أعرف الحس النقدي المرهف للصديق العزيز والكاتب والناقد المطلع والمتتبع غزير الإنتاج الأستاذ يونس الفنادي، وأقدر اهتمامه بهذا الموضوع، كما أثق ثقة كبيرة في الأمانة العلمية للدكتورة فوزية بريون حتى في تلك السن المبكرة المعرض فيها طالب العلم للوقوع في الأخطاء.
وفي انتظار ما وعدت به الدكتورة فوزية من توضيح لما جاء في هذا الإدراج، أرى أن المستشهد به من قبل الدكتور النساج رحمه الله لم يتعد بعض الاقتباسات النصية من مقدمة كتابه “تطور فن القصة القصيرة في مصر” وجدها في مقدمة بحث الدكتورة فوزية بريون لنيل درجة الماجستير، واعتباره المنهج الذي انتهجته في بحثها هو نفس منهج كتابه، ثم التشابه في ترتيب المراجع.
ومقدمة بحث ما وإن كانت تعريفا موجزا للقارئ بالبحث وظروفه ومنهجه ومحتواه وما إلى ذلك، إلا أنها ليست جزءًا من المادة التي اعتمد عليها البحث وبنيت عليها نتائجه، إذ أنها تكتب في الغالب بعد الانتهاء من كتابة البحث نفسه، وعلى هذا الأساس فإن الاقتباسات الواردة فيها لا تؤثر على سير البحث ولا على نتائجه، وضرورة النص على مصدر هذه الاقتباسات في المقدمة نفسها وعلاقة ذلك بالأمانة العلمية موضع تساؤل.
أما التشابه، بل وحتى التطابق إن وجد في المنهج فأظنه أمر متكرر في البحوث العلمية والأدبية، والتشابه في ترتيب المراجع لا يعتبر مأخذا علميا على أي باحث، وفي جميع الحالات يجب أن نأخذ في الاعتبار أن بحث الماجستير كثيرا ما يكون أول بحث منهجي يقوم به طالب العلم. وفي انتظار توضيح الدكتورة فوزية.
أما الدكتورة فوزية بريون فقد كتبت دفاعا حول ما أثير ونسب إليها
“أعوذ بالله من أن أخون الأمانة العلمية أو أتبنى من الأفكار والنتائج ما وصل إليه غيري كذباً وادعاءً. وما ذكره الأستاذ الدكتور النساج لا يعدو أن يكون عبارات شكلية وقع التشابه فيها بكلمة أو جملة محصورة في مقدمة الأطروحة مما لا علاقة له بما قصد الفنادي بتصويره سرقة وودّ لو تكون كذلك.! ولسوف أرد على كل ما جاء في إدراجه نقلاً عن الدكتور النساج نقطة نقطة بطريقة علمية تتعالى عن الصيد في الماء العكر. ولولا وجودي خارج البلاد لما انتظرت لحظة. ولكن أعد القراء الفضلاء برد علمي موضوعي في وقت قريب.”
وذكرت الأستاذة مريم الشيخي في تعقيب لها حول ماورد حيث كتبت ” اطلعت على الأصل في جامعة القاهرة عندما كنت أبحث عن مراجع خاصة برسالة الماجستير لكنني آثرت أن لا أذكر ذلك حتى لا أقع في إحراج مع السيدة فوزية بريون.
هذا الكلام في عام 2014.”
بينما وصفه الدكتور فوزي الحداد انتحالا حيث كتب في تعليقه “يبدوالانتحال واضحا جليا.”
حيث انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة السرقات الاديبة والعلمية بكثرة والتي تبدو في دلالاتها فسادا يستشري ويضرب في صميم العلم والابداع .
وقد طال الأمر سرقة الاغاني والتراث وموسوعات باكملها في غياب تفعيل حقوق الملكية الفكرية كما حدث مع الموسوعة التي أعدها الصادق النيهوم رفقة زملاؤه دون اي رقيب أو رادع لحجم هذا الغول المستشري .