الحياة من غير الألوان لا طعم لها .. وريشتي هي رفيقة دربي وترجمان أفكاري
بين تلك المناطق، والسفر يفتح لي المجال للتعرف على ثقافات أخرى ومن هنا يفتح لي باباً في عقلي كي أرسم وأبدع
صنفت ضمن 50 سيدة قيادية ملهمة في ليبيا والوطن العربي وشاركت مع 1000 فنان في الولايات المتحدة الأمريكية في حملة لنشر الفن والجمال والسلام في العالم
أعمالي الفنية فسيفاء تعكس مزيجاً من الثقافات صهرها ترحالي في بوتقة واحدة تجمع المطيع بالمتمرد
أعشق ألوان «شاجال» وأفكار «بيكاسو» ورومانسية «موديلياني» وعبقرية «ليوناردو دافنشي
حاورتها : عبير على المحجوب
شابة مفعمة بعشق الحياة، يأبى الشباب أن يفارق روحها، بينما يسكن قلبها طفلة صغيرة تaعبث بالريشة وترمي الألوان كيفما اتفق، لكن لا يغرنك هذا الوصف، فعلاقتها بالفن والألوان يتخطى ذلك، إذ تعتمد فلسفة ترى الحياة من منظور «لوني» وتعلي من شأن الفنون لتضعها على سدة العلوم الإنسانية.
ومثلها مثل كل الفنانين، كان للصدفة دور كبير في انقيادها نحو مجال أحاط بها واحتواها حتى أضحى كل حياتها.
هي ندى قليوان، الفنانة التشكيلية التي تعيش مع ريشتها طموحة متناغمة، ترصد الحياة بألوانها الهادئة مرة والصاخبة مرات أخري.لا تحتاج إلى كثير حديث لتبوح بقصتها مع رفيقة دربها، إذ تقول : «ريشتى هي الأكسجين الذي يملأ رئتي، لا أستطيع الحياة بدونها، هي أكسير الحياة بكل ألوانها غير المرئية .. والمرئية بالنسبة لي».
لاقت نجاحاً كبيراً طوال مسيرتها، فصنفت ضمن 50 سيدة قيادية ملهمة في ليبيا والعالم العربي وكواحدة من أهم الشخصيات الرائدة والملهمة، كما كانت لها تجربة خاصة ضمن 1000 فنان في الولايات المتحدة الأمريكية لنشر الفن والجمال والسلام في الوطن.
لاستقصاء أفكارها واستخراج عصارة أفكارها، التقاها (الصباح الاجتماعي) في هذا اللقاء : -
كيف كانت البداية في عالم الفن التشكيلى، خاصة وأنك خريجة فنون وإعلام قسم حفر وطباعة ؟
أرسم منذ نعومة أظافري، ولا أتذكر في أي سن بدأت لكنني حين عرفت أنني موجودة عرفت أنني أرسم ، وقد كنت أحب رسم الكرتون والممثلين ومازلت أحتفظ بكراساتي تلك.
تم توجيهي بعد الثانوية إلى كلية الهندسة تم انتقلت إلى كلية الطب ودرست عامين ثم قررت أن التحق بكلية الفنون والإعلام بعد أن حصل لي موقف طريف، فعندما كنت في المشرحة أتلقى محاضرة على التشريح، وقفت أمام جثة مذهولة، ونسيت لوهلة الموقف الآني، فرحت أتلمس الأيدي والأرجل منبهرة ولساني يلهج : «يا الله .. إنه لفنان مبدع من نحت هذه الأطراف»..وإذا بزميلتي تضحك وتقول لي …هذه ليست منحوتات أنها أطراف حقيقية لبشر ، ووقتها فقط أدركت أنني يجب أن أدرس الفنون.
إلا أن الدراسة الأكاديمية لم تقيدني عن البحث الحر، فاستقيت من كل كتاب كان موجودًا في المكتبة، فكان أن صقلت الدراسة موهبتي.
كانت الانطلاقة من معرض قطرات الندى لماذا اختارت هدا العنوان لمعرضك الأول ؟
قطرات الندى كان أول معرض شخصي لي في حياتي الفنية، وأبي هو من اختار هذا الاسم وهو الداعم الأول لموهبتي، وقد أقيم المعرض في تركيا، وإفتتحه عميد السلك الدبلوماسي وقتها وتفاجئت بأن كل لوحاتي قد تم بيعها، فكان ذلك دفعة لي كي أستمر.
ماذا عن تصميم الجرافيك حدثينا عنه ؟
في الحقيقة أنا لا أجيد الكلام ولكن سأوجز فن تصميم الجرافيك بأنه يعتمد على الأفكار وكيفيه توظيفها مع الألوان والمساحات والفراغ كي تتزن للعين وتعطيها نتيجة باهرة، كدلالة على الإحساس المتجسد في لوحة تهدى للمتلقي كي يقرأها بأفكاره.
أنت مزيج الحضارات مختلفة بدءاً من الوطن الذى يسكنك ثم رحيلك للولايات المتحدة مادا شكل هدا المزيج بداخلك ؟
خبرة لا تقدر بثمن، اختلاف الثقافات وتباين النظرة تجاه جعلني أنطلق دون تردد ولكن بحرص، وباختصار مزيج الحضارات والثقافات صنع ندى.
من مثلك الأعلى ؟
مثلي الأعلى هو العبق من تاريخ الفن، لكنني أعشق ألوان «شاجال» وأفكار «بيكاسو» ورومانسية «موديلياني» وعبقرية «ليوناردو دافنشي».
حدتينا عن تجربتك في متحف برود بلوس انجلوس ؟
هذا المتحف يعد من المتاحف الحديثة في لوس انجلوس وهو يحمل كل ما هو معاصر من لوحات ومنحوتات فنيه ..كان لي الشرف أن اشتغل في هذا المتحف وأتعلم كل ما هو حديث في الفن الأمريكي خاصة..بعد تقديمي أوراقي للالتحاق بالعمل في المتحف، فتمت الموافقة واختاروني، وكان يجب علي أن أكمل بعض الفصول الدراسية التي استمرت شهراً، حيث كان يجب عليّ أن أعرف تاريخ كل لوحة ومنحوتة وتاريخ كل فنان وفلسفته، وحينها شعرت أنني أدرس الفنون مرة أخرج، ولن أتجاوز وصف التجربة بالمميزة، التي فتحت المجال أمامي لكيف أضيف نكهة أخرى اعتبرها متمردة علي أسلوبي الفني .
الألوان لها تأثير في عالم ندى .. ذاك المزيج أله علاقة بشخصيتك ؟
نعم .. الألوان هي ندى ..الألوان تبهج روحي فأنا اعشق اللون الأبيض فهو فراشات روحي..وأنا أرقص على اللون الأحمر وأتزين باللون الأزرق وقلبي يتغذى علي اللون الأخضر.
تجربتي مع الألوان اكتشفتها مع السفر وتقلبات المراحل في حياتي فكل لون أضعه بلمستي علي لوحتي يعني نقطة تحول أو حب أو حزن أو فرح أو حتى موت ..الحياة من غير الألوان لا طعم لها، وأنا بدون الواني لا حياة لي.
ما هي المادة التي تفضلين الرسم عليها ؟
أنا أرسم علي أية خامة، أحب الرسم علي القماش (الكانفس) وتعلمت الرسم علي الكومبيوتر و(الآيباد) باستخدام العديد من البرامج مثل الفوتوشوب والكورول درو والإلستراتور، فاليوم نحن نعيش في زمن التقنية، ويجب أن نتماشى مع عصرنا، وأنا مع التطور فيما يخدم الرؤية الجمالية .
ما هو أفضل عمل قمت به وكان مقربًا لقلبك ؟
هذا سؤال جميل وأشكرك على طرحك إياه، أنا أحب كل أعمالي .. فأنا اعتبرهم مثل أطفالي لكنني في أحيانا كثيرة أنظر إلى العمل بعد الانتهاء منه واسأل نفسي : هل أنا فعلًا من قام بهذا العمل ؟
وأحيانًا أخرى أشعر بأنني قصرت في بعض لوحاتي وأنني غير راضيه عنها وأقرر أن أخلق عمل آخر لينظم لباقي أفراد عائلتي، ومن هنا على ما اعتقد يأتي الإلهام أو الإصرار على خلق المزيد من الفن .