اجتمع الفن الفلسطيني والإيرلندي، في معرض يحمل عنوان “الاحتلال مدفون في أعماقنا”، ليخلّد مأساة الطفلة الغزاوية “هند رجب”، التي قتلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة على غزة، وذلك داخل استوديو “ميتا مورفيكا”بالعاصمة البريطانية “لندن“..
ويضم المعرض أكثر من “50” عملًا فنيًا، يوثّق قصصًا إنسانية من داخل القطاع، ويجسّد النضال المشترك ضد الاحتلال، من خلال أعمال فنانين فلسطينيين يعيشون في المنفى، إلى جانب فنانين إيرلنديين عايشوا الصراع في بلادهم، ويرون في فلسطين مرآة لذاكرتهم الجماعية..
بين الفحم والأسلاك الشائكة

“لا دبابات، لا أنقاض، لا دماء. فقط عيون مرسومة بالفحم، تحدّق في صمت”، بهذه العبارة قدّم القائمون فكرة المعرض، الذي يكشف عن وجوه الحرب من خلال رمزية النظرة، لا مشاهد الخراب..
الطفلة “هند رجب”.. أيقونة الذاكرة الجماعية
يستحضر المعرض صوت الطفلة “هند رجب”، التي استغاثت عبر الهاتف أواخر يناير “2024”، بعدما علقت وسط جثث عائلتها في سيارة استهدفتها دبابات الاحتلال..
واختارت إدارة المعرض كلمة “دلوتفيرتيوخت”، وهي تعني “التضامن” مؤكدة أن الأعمال تشكل جسراً عاطفيًا وفنيًا يعبر القارات والحدود، ويجسد وحدة الكفاح ضد الاستعمار..

ويشارك في المعرض المصوّر “شيموس مورفي”، الذي أمضى أكثر من “30” عامًا يوثق الحروب حول العالم، ويحتفظ بذكريات قوية من رحلاته إلى غزة والضفة الغربية.. إحدى صوره تلتقط لحظة الانتظار عند نقطة تفتيش، حيث الرجال مصطفّون خلف الأسلاك، يحدّقون في المجهول..
سريالية الغياب.. والموت كروتين
تحضر لوحات الفنانة الفلسطينية “أمل النخالة”، التي انتقلت من غزة إلى القاهرة، في عملها “أناس طائرون”، تبتعد “النخالة” عن التوثيق المباشر، وتعبّر عن العبثية المتكررة للحرب. .
جولة دولية وصوت فلسطيني لا يُكتم
بعد لندن، من المقرر أن ينتقل المعرض إلى “دبلن”، و”كورك”، و”بلفاست”، ليمنح صوتًا للفنانين الفلسطينيين في المنفى، ويقدّم للمتلقي الغربي سردية أخرى، لا تأتي من السياسة أو الإعلام، بل من ريشة فنان وعدسة مصوّر..