منصة الصباح

الغول اسفل السرير

-ميلاد اليونسي

 

عشت طوال حياتي اخاف من الغول تحت السرير، اعلم انه ليس له وجود لاكن كنت اغطي قدمي خوفا من ان يلتهمها الغول، في الواقع لم ارى يوما غول تحت السرير، رأيته في المدرسة، في الشوارع، في المنزل، كان من الصعب التمييز بين الشخص الطبيعي و الغول، لأنه لن يظهر بشكل واضح، بل سيختبيء خلف شخصية جميلة او خجولة او مرحة، المهم ان تكون شخصية محبوبة، و سيبقى مختبيء حتى تئتمنه على جزء من كرامتك، أن تخبره سرا او نقطة ضعف مثلا، و لكنه صديقك و لن يخبر احد، ذلك لن يدوم طويلا، فعندما يعرف نقطة ضعفك و يمل منك، سيخرج ذلك الغول و يقلب حياتك رأسا على عقب، سيلفق اليك تهم و أشياء لم تفعلها و لم تفكر بها يوما، ستفقد السيطرة، ستجلس مستغربا تنظر إلى اصدقائك و اقربائك كيف يتغيرون تدريجيا، يتحولون إلى غيلان يريدون تدميرك و التهامك، حصل معي ذلك عدة مرات، عدة مشاجرات مع اقاربي، مع زملائي في الدراسة، كان ذلك مؤلما و لكنني استحققته، فلا يجب ان اعتمد على احد في هذه الحياة غير الله، كنت اتسائل كيف تحولت تلك الكائنات الجميلة إلى غيلان بهذه الوحشية و بدون ان تشعر بذرة ندم او تأنيب ضمير، الاجابة كانت بسيطة هي أنني قمت بتشجيعهم و جعلهم يشعرون بأنهم شيء مميز و مهم في حياتي، ذلك كان كافي لإخراج الوحش في أطيب مخلوق على الارض، بعض الوحوش سيعود على طبيعته و يتقرب إليك مثله مثل اي وحش متخفي محاولا فهم شخصيتك و محاولا ان يمسك زلة عنك، و انا سأجاريهم في كذبهم، لكنني لن اعطيهم فرصة أخرى.

 

بعد كله هذه الخيبات و الوحوش التي هاجمتني، اصبحت اغطي فمي بدلا من قدماي، الغيلان الحقيقية تنتظر زلات لسانك مثلما ينتظر الغول اسفل السرير تعري اقدامك

 

شاهد أيضاً

حملة تستهدف الدراجات النارية المخالفة والتي تضايق العائلات

 ضبط أعضاء قسم شرطة النجدة طرابلس أكثر من 200 دراجة نارية يقودها أجانب وغير المستوفية …