استطلاع / آمنة ارحومة
لطالما طالعنا قصصاً عن الغش بين الزوجين, والذي تجاوز مؤخراً الحالات الفردية, بل أصبح يتكرر في قصص عديدة تتعلق بإخفاء زواج سابق أو مرض مزمن أو ظروف حياتية حقيقية.
هذا الواقع يدفعنا للسؤال : لماذا يلجأ البعض لإخفاء حقائق جوهرية قبل الزواج ؟ ويقودنا إلى جمع شهادات أشخاص ومتخصصين حول الموضوع.
مرض نفسي خفي
“دارين علي“, مطلقة تقول إنها تزوّجت بثقة كاملة، لكن أهل زوجها أخفوا عنها إصابته بمرض نفسي، وحين طالبت بحقوقها اتُّهمت بالجحود. فقررت الطلاق لأنها شعرت بأن حياتها قامت على غش وخداع.
صدمة بعد الزواج
“أسامة الحايس“, مطلق, يكشف تعرضه للغش من أهل طليقته الذين أخفوا عنها إصابتها بالسرطان. يقول إنه اكتشف الأمر بعد الزواج، وإنه رغم مرور عامين ما زال يعاني من انهيار نفسي وحزن وخسائر كبيرة بسبب الصدمة والخيانة.
ينبذ أطفاله
تحكي “منال منصور” عن حادثة ضحيتها شقيقتها, التي صدّقت زوجها حين أخبرها أنه بلا أطفال، لكنها اكتشفت لاحقًا أن لديه أربعة. ومنذ ثلاثة أشهر وهي تعيش صدمة عميقة وتقيم في منزل أهلها وتفكر جديًا في الانفصال.
ليست ظاهرة… لكنها خطيرة
يرى الدكتور “عاطف حميد” أن حالات الغش بين الأزواج لم تستحل ظاهرة بعد, لكنه يكشف جانبًا مسكوتًا عنه. ويشير إلى أن بعض الأسر تزوّج أبناءها بالغش، كما في قصة الشاب المريض نفسيًا التي أثارت الجدل مؤخرًا. ويؤكد ضرورة وجود عقوبات رادعة لمنع تكرار مثل هذه الحالات.
إخفاء العيوب يهدم التوافق

بينما توضح المستشارة الاجتماعية “آمنة خليفة” أن التوافق لا يقوم على القبول الشخصي فقط، بل على الخلفية الاجتماعية والبيئية. وتحذر من إخفاء العيوب الخطيرة مثل الاضطرابات النفسية أو الإدمان، لأنها تؤدي إلى علاقة غير متكافئة تنهار سريعًا.
الغش يبطل الرضا
وتستدل المحامية “نجلاء حمد علي” بالمادة (39) من قانون الزواج الليبي التي تمنح الحق في فسخ العقد إذا أخفي أحد الزوجين عيبًا مستحكمًا يؤثر في الحياة الزوجية أو الإنجاب. كما يمكن مساءلة الأهل مدنيًا إذا تعمدوا إخفاء وقائع جوهرية.
متى يحدث التفريق ؟

المستشار القانوني “أحميد الزيداني” يوضح أن القانون رقم (10) لسنة 1984 يتيح للزوج أو الزوجة طلب التفريق عند وجود عيب يمنع مقصود الزواج، سواء كان قبل العقد أو بعده، ما يؤكد حماية الإرادة الزوجية من التدليس والخداع.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية