منصة الصباح

الغاية التي لا تدرك.. تترك

همسة ود

بقلم / د . آمال الهنقار

يقول جورج برنارد شو (ليس عليك إسعاد الجميع ولكن عليك ألا تؤذى أحدا)

جملة صغيرة ذات معنى كبير ..فإذا كان إرضاء الجميع غاية لا تدرك … إذا فلتترك.

ولنعمل من أجل هدف وغاية تتعلق بنا وبشخصياتنا وإمكانياتنا وقدراتنا والأهم بمدى إسعادنا نحن أولا.

وإذا كان هذا حالنا مع السعادة فكيف يكون حالنا مع الإيذاء؟

إن أولئك الذين يتلذذون بإيذاء الغير، هم بكل تأكيد يعانون غربة حقيقية مع الذات وليسوا متصالحين مع أنفسهم، فهم يجدون في إيذاء الآخرين تعويضا لنقص وقوة زائفة يصورها لهم خيالهم اليائس البائس.

فالإيذاء بكافة أشكاله مؤلم، لكن أكثره إيلاما هو الأذى النفسي، وهو عند البعض هدف يسعى إليه ويخصص الوقت والجهد من أجله، بل ويتفنن في تغيير خططه ومساراته .

تُرى هل وقف المؤذي أمام مرآته وسألها: كم من الساعات أتعب عقله وتفكيره وهو يبحث عن طرق إيذاء يتبعها؟ وكم من مرة نجح؟ وكم من مرة أخفق؟ وكم تألم للفشل؟ وكم اغتبط للنجاح ؟ وهل تساءل عن ذلك الوقت الذي أضاعه وهو يخطط ويلهث لإفشال غيره وإبعاده؟ وهل استشعر مدى الجهد الذى بذله سدى وهو لا يلوى على شيء سوى شعوره بانتصار مزيف سرعان ما تنقلب آثاره على فاعله.

وهنا أعود بكم من جديد لتأمل ما قاله جورج برنارد شو، ولنسأل أنفسنا لنرى ماذا فعلنا من أجل إسعاد أنفسنا؟ وما هي المسارب التي ينبغي أن نطرقها لنحقق سعادة نستحقها؟ وعندما نتكلم عن الإيذاء يتبادر إلى ذهن أغلبنا الأفعال التي تسبب الألم والضرر (العنف)؛ وهو على الأغلب الإيذاء الجسدي، ولكن ..مهما كان الإيذاء الجسدي مؤلما، فإن الإيذاء النفسي الذي لا يخلف كدمات ولا أضراراً على الجسد، هو الأشد إيلاما؛ لأن آثاره تبقى، وإن زالت فإنها لا تزول بسهولة، كما أن الشخص الذي يُعرّض شخصاً آخر للإيذاء النفسي، سيناله من ذلك الأذى نصيب، ولذا فلنحرص على توفير طاقتنا لنشر الخير ولنبتعد عن الإيذاء.

ودمتم

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …