منصة الصباح
إلى أي مدى يؤثر العنف المدرسي على البيئة التعليمية؟

إلى أي مدى يؤثر العنف المدرسي على البيئة التعليمية؟

طارق بريدعة

يشكل العنف المدرسي إحدى القضايا التربوية والاجتماعية البارزة التي تؤثر بشكل مباشر على جودة العملية التعليمية واستقرار البيئة المدرسية. وفي ليبيا، تتزايد أهمية هذه القضية نظرا للتحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تؤثر على المجتمع ككل. لا يقتصر العنف المدرسي على نوع واحد، بل يتنوع بين العنف الجسدي واللفظي والنفسي وحتى الإلكتروني، مما يؤدي إلى تأثيرات نفسية وتعليمية خطيرة على الطلاب والمعلمين على حد سواء.

تعكس هذه الظاهرة تحديات اجتماعية عميقة الجذور، مثل تأثير النزاعات المسلحة، الضغوط الاقتصادية، وضعف البنية التحتية للتعليم. ومع ذلك، يمكن مواجهة هذه الظاهرة من خلال فهم الأسباب التي تؤدي إليها وتطبيق استراتيجيات شاملة للتعامل معها.

في هذا التقرير، سيتم استعراض أسباب العنف المدرسي في ليبيا، مع تسليط الضوء على تجارب محلية ودولية ذات صلة، إضافة إلى تقديم حلول عملية يمكن أن تسهم في بناء بيئة مدرسية آمنة وصحية.

الأسباب الأسرية: التفكك الأسري أو غياب أحد الوالدين نتيجة للظروف الاجتماعية أو النزاعات المسلحة، استخدام العنف داخل الأسرة كوسيلة للتربية، الضغوط الاقتصادية الناتجة عن الأزمات الاقتصادية والبطالة.

الأسباب المدرسية: ضعف البنية التحتية للمدارس وقلة الموارد، غياب الأنشطة المدرسية الترفيهية التي تعزز التفاعل الإيجابي، نقص تدريب المعلمين على إدارة الصراعات داخل الفصول.

الأسباب الاجتماعية: تأثير النزاعات المسلحة وعدم الاستقرار الأمني، انتشار ثقافة العنف في المجتمع كنتيجة للصراعات، ضعف القوانين الرادعة والتوعية المجتمعية حول حقوق الطفل.

الأسباب النفسية: شعور الطالب بالإحباط أو الإقصاء الاجتماعي، تأثير التجارب المؤلمة بسبب النزاعات أو الفقر، نقص المهارات الاجتماعية والثقة بالنفس.

 كيف نعالج العنف المدرسي؟

تعزيز دور الأسرة ويتمثل ذلك في توعية الأهل بأهمية التربية الإيجابية ودورهم في حماية الأطفال من تأثيرات العنف، تشجيع الحوار المفتوح بين أفراد الأسرة لتخفيف الضغوط النفسية على الطلاب، توفير الدعم الاجتماعي للأسر المتضررة من النزاعات.

بعد ذلك يأتي دور المدرسة في توفير بيئة تعليمية آمنة من خلال تحسين البنية التحتية، تنظيم برامج توعية عن مخاطر العنف بمشاركة الطلاب والمعلمين. إضافة إلى تقديم دورات تدريبية للمعلمين حول كيفية التعامل مع الطلاب في سياق الأزمات.

التدخل المجتمعي: إطلاق حملات توعية وطنية للتعريف بخطورة العنف المدرسي، إشراك المنظمات الأهلية والدولية في دعم المدارس والطلاب، وضع قوانين صارمة لحماية الطلاب ومعاقبة مرتكبي العنف.

الدعم النفسي: توفير أخصائيين نفسيين داخل المدارس لمساعدة الطلاب على تجاوز الصدمات، تنظيم جلسات إرشاد نفسي للطلاب الذين تعرضوا للعنف أو يمارسونه. وتعزيز مهارات الطلاب في حل المشكلات بطريقة سلمية وبناءة.

التفكك الأسري

وتقول الاخصائية الاجتماعية فاطمة المرغني: يمثل العنف المدرسي في ليبيا تحديا يتطلب جهودا متكاملة من الأسرة والمدرسة والمجتمع، خاصة في ظل الظروف الحالية. من خلال معالجة الأسباب الجذرية للعنف وتطبيق الحلول المناسبة، يمكن خلق بيئة تعليمية آمنة تساعد الطلاب على النمو والتطور في أجواء إيجابية.

وأضافت يعد العنف المدرسي من الظواهر الاجتماعية المقلقة التي تؤثر سلبًا على البيئة التعليمية، حيث يؤدي إلى تدهور العلاقات بين الطلاب والمعلمين، ويعيق تحقيق الأهداف التربوية وختاما، يتجلى العنف المدرسي في أشكال مختلفة مثل العنف الجسدي، اللفظي، النفسي، أو الإلكتروني.

ويرى المعلم عبد المجيد أحمد، أن هناك عدة أسباب للعنف المدرسي منها، التفكك الأسري أو غياب أحد الوالدين، استخدام العنف داخل الأسرة كوسيلة للتربية. والضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تؤدي إلى توتر الأجواء داخل المنزل. وهناك الأسباب المدرسية ومنها، ضعف العلاقة بين المعلمين والطلاب، وغياب الأنشطة المدرسية الترفيهية التي تعزز التفاعل الإيجابي، وسوء تنظيم البيئة المدرسية وانتشار التسيب.

والأسباب الاجتماعية وهي: تأثير وسائل الإعلام والمحتوى العنيف في الألعاب الإلكترونية وانتشار ثقافة العنف في المجتمع، وضعف القوانين الرادعة والتوعية المجتمعية.

أما الأسباب النفسية فتتمثل في: شعور الطالب بالإحباط أو الإقصاء الاجتماعي، ونقص المهارات الاجتماعية والثقة بالنفس، وتعرض الطالب للتنمر أو الاستغلال.

أهمية الجانب النفسي

 وأوضح الدكتور مراد أرحومة، أن العنف المدرسي يمثل تحديًا خطيرًا يتطلب تدخلًا شاملًا من جميع الأطراف المعنية. ويشير إلى أن الأسرة تُعد المحور الأول في المعالجة، من خلال توعية الوالدين بأهمية التربية الإيجابية، وتشجيع الحوار المفتوح بين أفراد الأسرة، وتهيئة بيئة منزلية مستقرة وآمنة.

ويضيف: “للمدرسة دورًا محوريًا في مكافحة هذه الظاهرة عبر تنظيم برامج توعوية تسلط الضوء على مخاطر العنف، وتوفير أنشطة رياضية وفنية تشغل وقت الطلاب، بالإضافة إلى تدريب المعلمين على التعامل مع الطلاب بطرق تحفز السلوك الإيجابي. أن أهمية التدخل المجتمعي في هذا السياق، من خلال إطلاق حملات إعلامية للتوعية بخطورة العنف المدرسي، وتشجيع مشاركة المجتمع في الأنشطة المدرسية، إلى جانب ضرورة وضع قوانين صارمة لمعاقبة المتنمرين وحماية الضحايا”.

ويؤكد الدكتور مراد أن الجانب النفسي يلعب دورًا محوريًا في العلاج، مشددًا على أهمية توفير أخصائيين نفسيين داخل المدارس، وتنظيم جلسات إرشادية للطلاب المعنفين أو الذين يمارسون العنف، وتعزيز مهاراتهم في حل المشكلات بطريقة سلمية.

وختاما، يرى الدكتور مراد أرحومة رأيه بأن معالجة ظاهرة العنف المدرسي تتطلب تضافر جهود الأسرة والمدرسة والمجتمع معًا، لضمان توفير بيئة تعليمية آمنة تساعد الطلاب على النمو السليم والتطور في أجواء إيجابية.

دور الأخصائي الاجتماعي

يتناول الباحث طارق جمعة الطاهر عبد الرحمن، في دراسة نُشرت في مجلة الأصالة عام 2023 دور الأخصائي الاجتماعي في مواجهة العنف المدرسي لدى التلاميذ وانعكاسه على تحصيلهم الدراسي. أبرزت الدراسة أهمية تدخل الأخصائي الاجتماعي في تقليل مظاهر العنف وتحسين الأداء الأكاديمي للطلاب.

العنف المدرسي وعلاقته بالمشكلات الانفعالية لدى المراهقين.

وفي دراسة نُشرت عام 2011، يقارن الباحث رأفت عبد الباسط محمد قابيل، بين التعرض للعنف المدرسي وبعض المشكلات الانفعالية لدى المراهقين في المدارس الثانوية الليبية. وأظهرت النتائج وجود ارتباط بين العنف المدرسي وتطور مشكلات نفسية مثل القلق والاكتئاب.

وأشار الدكتور محمد خليفة عطية، إلى أهمية دور الأسرة في مواجهة العنف المدرسي في دراسة نُشرت عام 2023. أكدت الدراسة أن التربية الإيجابية والحوار المفتوح داخل الأسرة يمكن أن يقللا من سلوكيات العنف لدى الطلاب.

 

شاهد أيضاً

استعدادات في درنة لمواجهة التقلبات الجوية

استعدادات في درنة لمواجهة التقلبات الجوية

باشرت السلطات الأمنية بمدينة درنة، بالتنسيق مع مركز طب الطوارئ والدعم، تنفيذ خطة انتشار ميداني …