احتفلت ليبيا وروسيا، امس الأربعاء، بالذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، في فعالية رسمية شهدت حضور شخصيات دبلوماسية وثقافية بارزة.
يُعد هذا الاحتفال تأكيدًا على تاريخ طويل من التعاون المشترك بين البلدين، الذي بدأ بتوقيع الاتفاقية الأولى في 4 سبتمبر 1955.
روسيا: صديق صادق وموثوق
ألقى السفير الروسي في ليبيا، حيدر آغانين، كلمةً مطولةً أكد فيها على عمق ومتانة العلاقات التي امتدت لسبعة عقود.
وأعرب عن تقديره لكلمة وزير الخارجية الليبي، مشيرًا إلى انسجام الرؤى بين البلدين حول الصداقة والدعم المتبادل.
وأضاف السفير أن العلاقات الليبية-الروسية لم تقتصر على الجانبين السياسي والاقتصادي، بل امتدت لتشمل الجوانب الإنسانية والثقافية. وأشار إلى أن مئات الطلاب الليبيين درسوا في الجامعات السوفييتية والروسية، وأن هذا التقليد التعليمي مستمر حتى اليوم من خلال برامج التبادل والمنح الدراسية.
التزام ثابت ودعم مستمر
تطرق السفير آغانين إلى دور روسيا في دعم ليبيا خلال الفترات الصعبة، مؤكدًا استمرار الحوار بين البلدين حتى عندما اضطرت البعثة الدبلوماسية الروسية للمغادرة مؤقتًا. واعتبر أن استئناف عمل السفارة في عام 2023 يمثل دليلًا على التزام روسيا الثابت تجاه ليبيا وشعبها.
وفي الجانب الاقتصادي، لفت السفير إلى نمو التعاون في قطاعات حيوية مثل الزراعة، والطاقة، والبنية التحتية، والتقنيات الرقمية. وأكد وجود فرص كبيرة لتطوير مشاريع مشتركة وجذب الاستثمارات، بالإضافة إلى إعادة تأهيل وتحديث المرافق الاقتصادية الليبية.
جسور ثقافية ومستقبل واعد
وشدد السفير على أهمية المبادرات الإنسانية، مؤكدًا أن الثقافة والتعليم والرياضة وتفاعل الشباب تمثل أساسًا متينًا لبناء علاقات قوية للأجيال القادمة. وأشار إلى أن زيارة مرتقبة لوزير الشباب الليبي إلى روسيا هذا الشهر تعكس عمق التواصل المستقبلي بين البلدين.
واختتم السفير آغانين كلمته بتأكيد أن العلاقات الروسية-الليبية لا تمثل فقط تاريخًا مشرقًا، بل تفتح آفاقًا جديدة للتعاون المستقبلي متعدد الجوانب، متمنيًا للشعب الليبي السلام والازدهار. وأنهى كلمته بالتحية التقليدية: «روسيا كانت ولا تزال صديقًا صادقًا وموثوقًا لليبيا. من أجل صداقة روسية-ليبية دائمة