بقلم :فوزي المصباحي
بين الفن والرياضة تقوم العلاقة بين الجسد والروح في فعل متوازن يشكل سر جوهر الإبداع وبها تتفتح آفاق إبداع العقل ..ولا يختلف اثنان على أن الفن والرياضة وجهان لعملة واحدة ورسالتهما واحدة تحمل في طياتها كثيراً من المعاني السامية التي تصل إلى عموم الناس بمختلف ثقافاتهم ومستوياتهم الاجتماعية فالعلاقة بين المجالين أزلية وكلاهما مكمل للآخر فهذا إبداع فكري وتلك إبداع بدني ولم يكونا يوماً على طرفي نقيض فالفن رياضة فكرية وحركية والرياضة فن وتهذيب للنفس لذا يرتبطان ببعضهما ارتباطاً روحياً.فهما خطان متوازيان هذه العبارة طالما رددها معظم الفنانين في حين طبقها قليلون ممن لديهم شغف بالرياضة وتربطهم بها علاقة وطيدة تصل إلى حد العشق والإدمان.فكثير من الفنانين كانوا رياضيين نذكر منهم الراحل سلام قدري والراحل عبد المجيد حقيق والراحل منير عصمان والراحل محمود كريم وغيرهم من فنانين الزمن الجميل وفي الوقت الذي تبدو فيه الرياضة ركناً أساسياً من حياة بعض الفنانين يبدو البعض الآخر أبعد ما يكون عنها لغرقهم بمشاغل الفن والأضواء والشهرة ولأسباب خاصة تتعلق برغبة الفنان ذاته علماً أن اليوم صار كثيراً من الفنانين تتمثل علاقتهم بالرياضة في أنهم متابعون جيدون لمباريات كرة القدم العربية والعالمية أسوة بمعظم الناس. فيجب على الفنان ان يدرك أهمية الرياضة في حياته حيث إن المظهر الجميل أساسي بالنسبة إلى الفنان في عصرنا هذا انطلاقا من القول المأثور (العقل السليم في الجسم السليم)… وهنا يتأكد لنا ان الفن والرياضة يسهمان معاً في إرساء كل ما هو جميل فكلاهما يعمل على إشاعة القيم النبيلة والروح الوطنية ونبذ العنف بمختلف أشكاله ويعتبران من أفضل السبل حيث يساهمان لتقويم السلوك البشري والارتقاء بالذوق العام ومحو نغمة الجهل كما لهما التأثير القوي في النفوس ضمن فعل سحري لا تحققه الحملات التوعوية والمحاضرات.