الصباح/ حنان علي كابو
أعلن الأديب “عبد الحفيظ العابد”، عن فوزه بالقائمة الطويلة لجائزة كتارا للرواية العربية، في دورتها العاشرة لعام 2024م، وتعد مشاركة العابد، بروايته الموسومة “اسليمة”، المشاركة الليبية الوحيدة..
تشتغل رواية “اسليمة”، كما جاء على لسان العابد ،”على الإنسان، بوصفه التيمة الأهم، فتقدّم شخصياتها مجرّدة من كلّ بعد إلا بعدها البشري، فتعيش الشخصيات آدميتها المغمّسة في ماء الخطيئة، وتعيش تناقضاتها الإنسانية العميقة عبر الانتقال بين فضائين مختلفين، هما ليبيا ومالطا.. وهي رغم أنها شخصيات بيضاء لا تحمل أي فكر سياسي، غير أنها تتأثر بالخط السياسي العام، فتجد نفسها مجبرة على الهجرة بعد الحصار المفروض على ليبيا إلى مالطا، التي تمثّل هامشاً للمتن ليبيا، لكنّها في هذا الهامش تعيش إنسانيتها المكبوتة، فيصير هذا الهامش متناً، وتضحي الشخصيات مسكونة بالهامش حتى بعد ترحيلها من جديد إلى ليبيا، كما أن الشخصيات تُقحَمُ في الصراع أثناء أحداث سنة 2011م، رغم حيادها السياسي، ويُسجن “صالح” بسبب عمّه المعارض السياسي، رغم ماضيه الأبيض سياسيّاً..
تنبني رواية “اسليمة” على السرد في زمنين، ويتولّى السرد فيها سارد داخلي “شخصية” من ضمن بنية الحكي، وتتميز الرواية بنظامها الثنائي، عبر الانتقال المنتظم بين زمني السرد، فتبدو الرواية للقارئ وكأنها تنهض على وجود حكايتين مختلفتين، ومن ثمّ تتكشف العلاقة بين الحكايتين في آخر الرواية، كما تتميز الرواية بتعدّد الأصوات، فبالإضافة إلى صوت السارد هناك صوتان يشاركانه السرد، هما “خميس” صديقه، و”حميدة” زوجته، الأول عبر ما يحكيه من قصص تتعلق بماضيه، والثانية من خلال رسائلها إليه بعد حادثة خيانة إلكترونية..
والرواية من خلال رسائل “حميدة” تقدّم خطاباً أنثوياً يعارض خطاب الذكورة المهيمن.”..
ويُعدُّ الأديب “عبد الحفيظ العابد”، المولود في غربان، والحاصل على دكتوراة في الأدب العربي، شاعراً وروائياً وناقداً..
صدرت له رواية “ماءان” في العام 2017م..