منصة الصباح

مشاهدات عالم الصين العظيم …

 

في زيارة هي الثانية بعد مرور عقدين، وصلت العاصمة الصينية بكين للمشاركة في أعمال القمة العالمية للإعلام والمقامة في الفترة ما بين 14-17 من شهر أكتوبر بمدينة “أورومتشي” الواقعة بمقاطعة شينجيانغ شمال غربي الصيني.

حطت بنا الطائرة القادمة من القاهرة محطتي الأولى في هذه الرحلة ، بمطار بكين الدولي، بعد رحلة استغرقت أكثر من تسع ساعات .. لا أذكر كيف كان المطار في زيارتي الأولى، لكنه بالتأكيد صار مختلفاً اليوم، تضاعفت مساحته وصار شاسعا وأكثر تنظيما وتطوراً .

المطار الذي يضم عشرات الصالات والبوابات والممرات والمطاعم والمتاجر وحتى الفنادق، يمرعبره آلاف البشر يوميا على مدار اليوم في رحلات دولية ومحلية.

يعمل به ويديره جيش من المتخصصين من رجال ونساء في عديد الأجهزة الأمن والشرطة والجوازات والخدمات، من العاملين والمراقبين والمفتشين و مسيري الرحلات وموظفي شركات الطيران والأطقم الأرضية والجوية وأصحاب الخدمات المصاحبة في المحلات والمتاجر والمطاعم والمقاهي.

بشر يملأ المكان ويتحرك مع عقارب الساعة في حركة دائمة ومستمرة منظمة ودقيقة تسير بنسق محدد وسلسل.

ممرات يسمح المرور عبرها وأخرى يمنع اختراقها أبواب تفتح وأخرى تغلق طائرات تحط وأخرى تقلع ، مشكلات متجددة وحلول جاهزة ، تأخير وإلغاء، ضياع وفقد، متابعة وتدقيق، تدار وفق نظم ميكنة ورقمنة على مستوى عال من التطور لا تحتمل الخطأ او تكراره.

ولأن الكتاب عنوان فأن المعاملة الإنسانية الراقية و المنضبطة التي تقابلك على باب المطار تشي بالكثير عن المواطن الصيني.

فبمجرد أن تغادر سلم الطائرة وتبدأ إجراءات التسجيل وتأشيرة الدخول، تتلقى الإرشادات وتعليمات العبور من خلال لوحات واضحة وأشخاص مدربين، ما عليك إلا إتباعهم وطلب المساعدة إذا ما احتجتها.

مصممو المكان لم يغفلوا عن توفير كل الوسائل والتقنيات لتسهيل حركة العبور، أماكن الجلوس و ممرات العبور المساحات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة من عجزة ومعاقين وأمهات مصحوبين بأطفالهم وحتى المنهكين وغير القادرين، المساحات الخضراء وأماكن للاسترخاء والراحة وحتى للعب..
مقاهي ومطاعم عالمية وصالات متنوعة ، محلات توفر هدايا ومقتنيات من تراث البلاد إلى جانب الملابس والحقائب والعطور والكثير من الاحتياجات.

قطار داخلي يتحرك كل بضع دقائق، ينقل الركاب ما بين مبنيا المطار حيث توجد الجوازات وبواب الوصول إلى أحزمة نقل الأمتعة وبوابات الدخول للبلاد.

مطار بكين الدولي الذي يقع في شمال شرقي المدينة، سجل كأكثر مطارات العالم ازدحاما، تم رفده بمطار آخر في العام 2019، مطار ( داشينغ) الواقع في الجزء الجنوبي للمدينة، ويعد من أكبر وأحدث مطارات العالم، بحيث تتوزع الرحلات بين مطاري المدينة الضخمة من حيث عدد السكان والزوار، وتخفف الضغط خصوصا بعد جائحة كورونا.

إلى جانب أكثر من 12 مطار رئيسي موزعة على المدن والمناطق الكبيرة في الصين لخدمة الركاب، تعمل كمحاور دولية ومحلية بقدرات عالية.

المطار هو الواجهة الرئيسية لأي بلد، فعدى كونه مصدر مهم للدخل بما يحققه من إيرادات الرسوم مقابل الخدمات والعبور والتوقف، والإيرادات التجارية من دخل المحلات والمطاعم والمناشط التجارية الأخرى، يعتبر بوابة السياح لدخول المدينة وبالتالي واجهة مهمة لتعزيز وزيادة النشاط السياحي لها إلى جانب تسهيل نقل البضائع ودعم التجارة الدولية وما يترتب عنه من تحفيز الاقتصاد وتوفير فرص العمل .

إيناس احميده

شاهد أيضاً

يعطي بنته ويزيد عصيدة

جمعة بوكليب زايد ناقص لم يكن في حسباني، يوماً ما، أنني سأتحوّل إلى كاتب مقالة …