أيام قليلة ويلتئم إجتماع جمعية الصحة العالمية في دورته السابعة والسبعين ، والعالم يمر بظروف صعبة ، والقطاع الصحي في غزة وما يحدث فيه غير خافي على أحد ولم ترى البشرية بشاعة وجرائم وتدمير مثل ما يُرتكب في حق القطاع الصحي بغزة والعاملين فيه والمرضى ، حيث يُقتل الطبيب والمسعف والمريض وذويهم ، وتجربة جائحة الكورونا التي كانت سيئة صحيًا واقتصاديًا على معظم بلدان العالم ، وللأسف لم تقم الدول الغنية والصناعية ولا دول العالم أجمع بتوقيع اتفاقيات دولية ملزمة لمجابهة أي تهديدات صحية مرضية أو وبائية ، وهذا ينعكس سلبًا على معظم الدول متوسطة ومنخفضة الدخل ، مما يستوجب تفعيل العمل الصحي الإقليمي المشترك وتعزيز التعاون العربي بين وزارات الصحة العربية ، وبين دول الجوار وبعضها ، وتفعيل الهيئات والمؤسسات الصحية بالاتحاد الافريقي ، وابرام اتفاقيات صحية جادة وملزمة فيما بينهم ولا تترك للمواقف والمبادرات الطوعية ، لأن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية لا تتحمل موجات أخرى من الجوائح أو الأمراض المعدية الخطيرة ، مما يتطلب العمل الجاد لتعزيز النظم الصحية بالدولة القطرية والدول العربية والافريقية ، ووضع الإستراتيجيات والسياسات والبرامج الكفيلة بتحقيق الاستعداد والاستجابة لمجابهة أي مخاطر صحية مستقبلية ، والعالم تهدده عدة أمراض معدية ووبائية معلومة ومتحورة ومستحدثة ومستجدة ، وهذا يتطلب تكتيف الجهود في بناء منظومات الرصد والتقصي والانذار المبكر محليًا وإقليميا ، والتعاون في تبادل المعلومات والبيانات الصحية إقليميًا ودوليًا ، وتعزيز الدبلوماسية الصحية ، والتعاون في تعديل بعض التشريعات الصحية المنوطة بالتعاون الدولي في الحالات الطارئة ومجابهة المخاطر الصحية ، وترسيخ العدالة والإنصاف في الحصول على اللقاحات والأدوية والمستلزمات الطبية وأدوات ومعدات الحماية والتجهيزات الطبية الثابتة والمنقولة الكفيلة بتحقيق الجاهزية الكاملة للتعامل مع أي مستحدث يهدد صحة وحياة الناس ، وضرورة إلزام منظمة الصحة العالمية والمؤسسات التابعة لها والهيئات المانحة بالقيام بواجباتها تجاه الدول الفقيرة والنظم الصحية الضعيفة والدول التي لاتتوفر لديها إمكانيات بشرية مؤهلة وبنى تحتية صحية متكاملة ، العالم يتحرك فيما بينه والأمراض والأوبئة سريعة الانتقال والقدرات الدولية متفاوتة وجب التعاون لدرء المخاطر ،
ونطالب الدول الفاعلة والمؤثرة اقتصاديًا وعلميًا وصحيًا أن تقوم بواجباتها لحماية الصحة وتعزيزها لكافة شعوب الأرض …