كتابة: طارق بريدعة | تصوير: أحمد الهتكي
بمناسبة مرور عام على انطلاق منصة الصباح الإلكترونية، أقيمت اليوم فعالية خاصة بمقر الهيئة العامة للصحافة، تضمنت ندوة حول “الصحافة الرقمية في ليبيا”، شارك فيها نخبة من الأكاديميين والصحفيين.
تناولت الندوة ثلاثة محاور رئيسية تمس مستقبل الصحافة الرقمية في البلاد، وأدارتها الصحفية والشاعرة خلود الفلاح التي شجعت على نقاش مفتوح ومثمر.
محاور الندوة
شارك الدكتور عبد الكريم الزياني أستاذ الإعلام في جامعة أبوظبي بمداخلة عبر تقنية “الزوم”، حيث ناقش الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في الصحافة، مسلطًا الضوء على استخدامات تحليل البيانات والتنبؤ باتجاهات الجمهور.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يوفر أدوات قوية لتحليل المحتوى وصياغة تقارير تتماشى مع اهتمامات الجمهور، لكنه شدد على ضرورة الوعي بمخاطر الاعتماد الكلي على التقنية، والتي قد تؤدي إلى تراجع الحس المهني لدى الصحفيين.
تناول الصحفي محمد خليفة أبرز التحديات التي تواجه الصحافة الرقمية في ليبيا، مشيرًا إلى غياب البنية التحتية الرقمية المناسبة ونقص التدريب اللازم للصحفيين، مما يعيق تقدم الصحافة الرقمية. كما تطرق إلى غياب التشريعات الواضحة، مثل قانون النشر الإلكتروني، وأهمية توفير دعم مالي مستدام للصحافة الرقمية وجذب المستثمرين رغم التحديات الأمنية.
وفي مداخلة للمهندس رامز النويصري، تحدث عن تأثيرات التحول الرقمي على مهنية الصحافة، مشيرًا إلى أن سهولة الوصول إلى الأدوات الرقمية قد يسمح لغير المتخصصين بفبركة الأخبار، ما يشكل تهديدًا لثقة الجمهور. كما شدد على أهمية الحفاظ على جودة المحتوى رغم التغيرات السريعة في المجال، وحثّ المؤسسات الصحفية على تعزيز معايير التدقيق والتحقق لضمان استمرارية ثقة المتلقي.
شارك عدد من الزملاء والزميلات بمداخلات قيمة، أبرزهم الأستاذة سالمة المدني، مدير إدارة الخبراء والمستشارين، والأستاذ علي الهلالي، مدير إدارة الموارد البشرية، والأستاذة حميدة القمودي، مدير تحرير صحيفة فبراير، والأستاذة صافيناز عطا الله، مدير تحرير مجلة الليبية.
كما اختتمت الورشة بمداخلة للأستاذة حنان علي، رئيس تحرير مجلتي “الليبية” و”الأمل”، التي تحدثت عن أهمية التفاعل الرقمي ودور الصحفي في صياغة محتوى يتماشى مع المتلقي الحديث.
فعاليات الاحتفال
اختتمت الندوة بحفل تكريمي بحضور الأستاذ عبدالرزاق الداهش، رئيس الهيئة العامة للصحافة، حيث ألقت رئيسة تحرير المنصة إيناس إحميدة كلمةً ترحيبية استعرضت فيها إنجازات المنصة على مدار العام الماضي. كما تخلل الفعالية عرض فيديو قصير ومعرض صور بعنوان “عام من الحكايات بعدسة الصحافة”، استعرض أبرز اللحظات والمحطات التي عايشتها المنصة خلال العام.
وفي لمسة فنية خاصة، قدمت الزميلة المصورة حسناء سليمان وصلة عزف منفرد على آلة القانون، حيث عزفت مجموعة من الألحان الليبية التي أضفت روحًا مميزة على الفعالية.
تكريم الصحفيين
واختتمت الفعالية بتكريم الصحفيين العاملين في منصة الصباح تقديرًا لجهودهم المستمرة في تقديم محتوى إعلامي غني ومتنوع، حيث عبّرت الهيئة العامة للصحافة عن اعتزازها بالإنجازات التي حققها فريق المنصة خلال عامها الأول، مؤكدين عزمهم على المضي قدمًا نحو مزيد من النجاح والتطوير.