في مبادرة إنسانية ملهمة، سخّرت الشيف الأردنية هبة ناصر، التي درست فنون الطهي في معهد “لو كوردون بلو” العالمي، خبرتها لمساعدة سكان غزة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية و”حرب التجويع“. فبدلاً من التركيز على الوصفات الفاخرة، اتجهت ناصر نحو تقديم حلول مبتكرة للعيش بأقل المكونات المتاحة.
منذ بداية الحرب، بدأت ناصر بنشر مقاطع فيديو على منصاتها التي يتابعها الملايين، تشرح فيها طرقًا بسيطة وفعّالة لمواجهة شح المواد الغذائية. فقد علّمت متابعيها كيفية تحضير الخميرة الطبيعية عند انقطاعها، وكيفية تقطير مياه الشرب للأطفال، بالإضافة إلى طرق بديلة لتبريد المياه باستخدام الفخّار والرمل.
ومع تحول الأوضاع إلى مجاعة، انتقل التحدي بالنسبة لها من “ابتكار وصفات بمكونات قليلة إلى صناعة أي شيء من لا شيء”. فكانت مهمتها الأكبر هي إعداد وجبات مغذية تشبه الأطباق المألوفة، مثل “دجاج الطحين” و”قهوة الحمص” و”لحمة العدس” لتخفيف أثر الحرمان على السكان، خاصة الأطفال.
تؤكد ناصر أن خلفيتها الأكاديمية ساعدتها في إيجاد حلول لهذه التحديات، حيث قامت بتجربة وصفات مثل “دجاج الطحين”، الذي عادة ما يُحضّر من 10 مكونات، باستخدام مكونين فقط لضمان نجاحها بأقل التكاليف. وتشعر بمسؤولية كبيرة تجاه كل كيس طحين يُستخدم في غزة.
بفضل جهودها، لاقت وصفاتها تفاعلاً إيجابياً واسعاً من الأمهات في غزة، مما زاد من إحساسها بالمسؤولية. وترى ناصر أن عملها يصب في صالح رفع الوعي العالمي تجاه معاناة الفلسطينيين، مؤكدة أن “صناعة الأمل في إدامة الحياة” هي الدافع الأكبر لها.