نقطة بيضاء
بقلم /د. أبولقاسم صميدة
قبل سنوات صدر كتاب للدكتور ( ريتشارد هوبداى ) بعنوان الشمس الشافية ، وهو يتحدث عن اهمية الهواء النقي وضوء الشمس منذ القِدم وكيف ان الشمس والهواء النقى كانا عاملان مهمان فى شفاء الناس من الأوبئة والامراض ، فقبل مائة عام اجتاحت العالم موجة من وباء الانفلونزا، يومها لم تكن المضادات الحيوية قد اكتشفت ، فراح الأطباء يبحثون عن حلول فى المستشفيات المزدحمه بالمصابين مما اضطرهم لبناء خيام فى الهواء الطلق ، وياللعجب فقد اكتشف الاطباء ان المصابين الذين يتعرضون لاشعة الشمس ويتعالجون فى الهواء الطلق تعافوا بسرعة ، وهكذا فإن الهواء النقى واشعة الشمس منعا الوفيات بين المرضى ومنعا انتشار العدوى بين الأطقم الطبية ، وقد اظهرت الأبحاث أن الهواء الخارجي مطهر طبيعي ، فهو يقتل فيروس الإنفلونزا والجراثيم الضارة الأخرى. وبالمثل ، فإن ضوء الشمس قاتل للجراثيم ، ويساعد فى الشفاء فهو يٌقدم فيتامين دال الذى يعالج الامراض التنفسية وإلتآم الجروح ، فهناك علاقة بين قلة فيتامين دال وبعض الامراض التنفسية ، ولأن العالم يجتاحه فيروس كرونا ولأن ليبيا أرض الشمس والهواء النقى فإن هذه العوامل ستساعدنا فيما لو حدثت اصابات كثيرة بالوباء وهو احتمال قائم ، ومع اننا نتمنى ان يكون مسؤولو الصحة قد أخذوا احتياطاتهم الا انه ومنذ ثلاثة أسابيع دعانى المستشار الدكتور عبدالله المهدى البيباص للقاء شخصيات أمنيه وطبية فى جهاز البحث الجنائى للمشاركة فى حديث حول مايجب فعله فى حال تفشى الوباء ، والحق يٌقال فمسؤولو البحث الجنائى لديهم قاعدة بيانات وافكار وخطط واقتراحات مفيدة ، وأذكر ان احدهم تحدث عن اجتماعات طوارىء مع وزارة الصحة بمشاركة خبراء وأطباء ليبيين وان هناك خططا سيتم تطبيقها للحيلولة دون تفشى المرض ، وهذا أمر مطمئن ، ولكن حين سألت هل هناك كمية كافية من المواد الطبية والكمامات ؟ لم تكن هناك اجابات مؤكدة ، لكن المؤكد هو ان شمس الله وهواء الله النقى فى ليبيا ستساعد فى التقليل والحد من انتشار الوباء هذا ان دخل بلادنا الجريحة ، بقى ان أشير الى نظرية ( المالتوسية ) الانجليزية التى ترى فى الأوبئة أمرا مفيدا للعالم لانه يقتل الملايين من الفقراء وخصوصا من مواطنى العالم الثالث والدول المكتظة بالسكان ، فتلك النظرية العنصرية المتعالية تقول بأن تفشى الأوبئة فى المجتمعات العالم ثالثية مهم لاوروبا حيث انه سيقلل من عدد المستفيدين من خيرات وغذاء وطاقات العالم ، فالزيادة الكبيرة فى عدد سكان العالم الثالث لا تتناسب مع انتاجية تلك الدول وبالتالى فانتشار الأوبئه والامراض القاتله يصنع خيراً باوروبا ، ولكن عدالة السماء فوق افكار مالتوس وقد سمعنا اول أمس رئيس وزراء بريطانيا دولة ( مالتوس ) يخاطب شعبه بعبارات مؤلمه حين قال للبريطانيين ( عليكم الاستعداد لخسارة احبابكم ) .