استطلاع وتصوير / التهامي بلعيد
رغم كل ما تمر به ليبيا من تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية، لا يزال الشباب الليبي يحاول شق طريقه وسط واقعٍ متعب يثقل كاهله بالهموم اليومية. من البطالة إلى غلاء المعيشة وتكاليف الزواج والسكن، تتراكم العقبات، لكن في المقابل لا يزال هناك من يتمسك بخيط الأمل ويؤمن أن المستقبل لا يُمنح بل يُنتزع بالجهد والإصرار.

يقول الدكتور عمر شكري إن الشباب هم الأساس الذي تُبنى عليه الأسرة والمجتمع، وهم طاقة الأمة التي يفترض أن تُستثمر في التنمية والإصلاح. لكنه يقرّ أن هذه الفئة تواجه أزمات خانقة، فغياب برامج الدعم والتدريب وندرة فرص العمل وارتفاع تكاليف الحياة تجعل من بناء المستقبل تحديًا حقيقيًا.
ويضيف أن استمرار هذه المعاناة قد يدفع كثيرين للتفكير في الهجرة بحثًا عن فرص أفضل، وهو ما يعني خسارة الوطن لأهم موارده البشرية.

من جانبه، يرى الطالب رافع صلاح أن الاعتماد على الوظائف الحكومية لم يعد ممكنًا، وأن الطريق الواقعي للشباب اليوم هو المبادرة بالعمل الحر.
يقول: «أعمل على مشروعي الخاص، ورغم أن النجاح لم يتحقق بعد، فإن مجرد البدء هو الخطوة الأولى، لأن من ينتظر الظروف المثالية لن يبدأ أبدًا». بالنسبة له، التجربة بحد ذاتها إنجاز، حتى وإن تعثرت في البداية.

أما إسلام عبدالله وريث فيتحدث عن النجاح كرحلة طويلة تحتاج إلى صبر ومراحل متتابعة. يقول: «النجاح لا يأتي من أول مرة، بل هو خطوات من واحد إلى عشرة، كل خطوة تقربنا من الهدف إذا واصلنا المحاولة».
ويرى أن الإرادة أهم من الظروف، وأن الإيمان بالنفس هو الدافع الحقيقي للاستمرار.
وتختتم أم عهد حديثها بنظرة متفائلة مشوبة بالواقعية، فتقول: «الشباب الليبي يمتلك طموحات كبيرة نحو مستقبل أفضل، ويركز على الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكن نقص الفرص الحقيقية والمستدامة يجعل الكثيرين يفكرون في الهجرة بحثًا عن الأمان المادي والنفسي».

وتؤكد أن الأمل لا يزال موجودًا ما دام الشباب يسعون لتطوير مهاراتهم ومهنهم.
وهكذا، رغم الصعوبات، يظل الشباب الليبي متمسكًا بالحلم، مؤمنًا أن العمل والاجتهاد هما مفتاح البقاء، وأن ليبيا ستبقى وطنًا ممكنًا لمن لا يتخلى عن الأمل.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية