الصباح-وكالات
أجرت الولايات المتحدة الأمريكية سلسلة غير مسبوقة من المناورات الحربية، على مدى الخمسة أشهر الأخيرة. تحسبا لسيناريو حرب مع روسيا.
ووفقا لتقرير لـ»نيوزويك»، فمن شهر مايو إلى نهاية سبتمبر الماضي، أجرت القوات الأمريكية 39 مناورة عسكرية منفصلة، وعملت هذه القوات في 29 بلدا.
وشملت التدريبات التكتيكات الأرضية والحروب الإلكترونية، وكانت موجهة ضد موسكو بحسب التقرير، خاصة بعد استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم في أوكرانيا في مارس 2014.
وبحسب التقرير، فقد تضاعفت التدريبات الخاصة بروسيا بشكل فاق التدريبات الخاصة بالصين أو إيران أو كوريا الشمالية.
وفي ظل البيئة الأمنية الأوروبية المتدهورة، ازداد حجم ونطاق المناورات العسكرية لحلف شمال الأطلسي بشكل كبير.
وبحسب لجنة برلمانية تحدثت أمام الحلف في أكتوبر، كان هناك قلق من عدم امتلاك قوات برية كافية في أوروبا الشرقية لردع أي هجوم روسي.
وأشارت اللجنة إلى المناورات الحربية البارزة التي تقوم بها موسكو، والتي يتضمن العديد منها سيناريوهات تشمل استخدام الأسلحة النووية في حرب أوروبية.
وووفق التقرير، تظهر المعطيات أن الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين يتفوقون على روسيا كثيرا.
و تشدد المناورات العسكرية الأمريكية، حيت تبدأ كل مناورة مباشرة بعد انتهاء أخرى، على الانتشار السريع للطائرات والقواعد الأمامية.
ويشير التقرير إلى أن التركيز كان العام الماضي على الطائرات المقاتلة وقاذفات القنابل المتناثرة، واستغلال المزايا الجغرافية الغربية.
وقال قائد قوات حلف شمال الأطلسي الجنرال كورتيس سكاباروتي السابق للكونغرس في الربيع الماضي إن هذه العمليات والمناورات كانت تهدف إلى «إدخال عدم القدرة على التنبؤ بعمليات الخصوم».
وفي مايو الماضي، عندما أعلن مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون أن قاذفات بي-52 وحاملة الطائرات أبراهام لينكولن يتم نقلها إلى الشرق الأوسط بسبب «مؤشرات وتحذيرات مقلقة وتصعيدية» قادمة من إيران، كانت أوروبا بالفعل على وتيرة نشاط عسكري يكسر جميع الأرقام القياسية.
وكانت لينكولن في البحر الأبيض المتوسط وكانت تعمل مع حاملة الطائرات «يو اس جون سينيس». وكانت هذه أول مرة تقوم فيها حاملتا طائرات معا بعمليات ثنائية في عهد الرئيس دونالد ترامب.
وفي اليوم ذاته الذي تحدث فيه بولتون، حلقت مقاتلات «سوبرهورنت» فوق سماء رومانيا.
وفي اليوم التالي، حلقت المقاتلات مرة أخرى فوق البحر الأيوني غرب اليونان وعبرت أوروبا الشرقية إلى ليتوانيا.
وتدرب الطيارون، مع مراقبي الأرض، على القصف على بعد أقل من 500 ميل من العاصمة موسكو.
وكان السفير الأميركي لدى روسيا جون هانتسمان متواجدا على لينكولن خلال العملية. وقال حاكم ولاية يوتا السابق إن «كل ناقلة تعمل في البحر الأبيض المتوسط في هذا الوقت تمثل 100 ألف طن من الدبلوماسية الدولية».
انتهت التدريبات بقصف وهمي لروسيا، وبعدها ألغت لينكولن رسوا مقررا في ميناء بكرواتيا وأبحرت إلى الخليج الفارسي.
وبحلول الوقت الذي توجهت فيه جنوبا من خلال قناة السويس ودارت حول شبه الجزيرة العربية من أجل الرسو قبالة الساحل الإيراني، أجرت ما لا يقل عن سبع تدريبات حربية منفصلة لحلف شمال الأطلسي.
وكانت التدريبات في فنلندا، واستونيا، واسكتلندا، وكرواتيا والمجر وسلوفينا، واليونان وتركيا.
وأثناء ذلك، وصلت إلى المملكة المتحدة 12 مقاتلة من طراز اف 16، ومقاتلات اف 35 الجديدة انتقلت من يوتا إلى شمال إيطاليا.
ولم يتم الغاء أو تأجيل أي انتشار أوروبي بسبب إيران، طبقا لمسؤول كبير في القيادة الأوروبية تحدث لـ «نيوزويك».
ولم تكن الطائرات الأميركية تعمل بالقرب من المجال الجوي الروسي فحسب بل ابتداء من مايو، تم نشر القوات الجوية لتسع دول مختلفة تابعة لحلف شمال الأطلسي في قواعد أمامية في دول البلطيق وبولندا ورومانيا في مهمات «الشرطة الجوية».
وتجرى المناورات وعمليات الانتشار في ظل برنامج تحت مظلة البنتاغون يسمى مبادرة الردع الأوربية.
بدأ البرنامج بعد أزمة القرم، وكان له حضور على الأرض في دول البلطيق الثلاث وبولندا. ويهدف إلى تعزيز الدفاع الجوي للبلطيق وجنوب شرق أوروبا وأيسلندا، وتسريع عمليات الانتشار الجوي من الولايات المتحدة.