منصة الصباح
ارتفاع حالات السكري عالميًا… ونقص الإنسولين يهدد حياة الآلاف في ليبيا

ارتفاع حالات السكري عالميًا… ونقص الإنسولين يهدد حياة الآلاف في ليبيا

إعداد: تقوى البوسيفي

يوافق 14 نوفمبر من كل عام اليوم العالمي لداء السكري، وهو مناسبة لتسليط الضوء على واحد من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في العالم، حيث تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد المصابين بالسكري ارتفع من 200 مليون شخص عام 1990 إلى 830 مليون شخص عام 2022، في زيادة وصفتها بالـ”مقلقة”، خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل التي تشهد تسارعًا في معدلات الإصابة مقارنة بالدول الغنية.

ويؤدي داء السكري ومرض الكلى المرتبط به إلى وفاة أكثر من مليوني شخص سنويًا، فيما يساهم ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم في حوالي 11% من الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية حول العالم.

لكن خلف هذه الأرقام العالمية، يعيش المرضى في ليبيا أزمة من نوع آخر — أزمة الدواء.

الوضع في ليبيا بين أزمة الإنسولين وتحدي الحياة اليومية:

تشير بيانات الاتحاد الدولي للسكري إلى أن عدد البالغين المصابين في ليبيا بلغ نحو 634 ألف شخص، بنسبة انتشار تتجاوز 15% من السكان، وهي من أعلى النسب في المنطقة.

ورغم هذه الأرقام، يواجه مرضى السكري في البلاد صعوبات كبيرة في الحصول على الإنسولين، الدواء الحيوي الذي تعتمد عليه حياتهم اليومية.

خلال الأشهر الماضية، تزايدت شكاوى المرضى عبر مواقع التواصل الاجتماعي من غياب الإنسولين عن المراكز الحكومية وارتفاع أسعاره في الصيدليات الخاصة، ما دفع بعضهم إلى تقليل الجرعات أو إيقاف العلاج، مما يهدد بمضاعفات خطيرة.

وفي الوقت الذي يشكو فيه المواطنون من نقص الدواء، أعلن جهاز الإمداد الطبي يوم الثلاثاء 3 نوفمبر 2025 عن استلام شحنة جديدة من دواء الإنسولين (Abidra) الموردة من شركة Sanofi، مؤكدًا أن الدواء سيُوزع على الجهات الصحية فور استكمال الفحوصات الفنية وضمان سلامة الاستخدام.

لكن على أرض الواقع، تقول جمعية أصدقاء مرضى السكري في ليبيا إن الأزمة ما زالت قائمة، وإن الكميات المتوفرة لا تغطي الحاجة اليومية، خاصة في المدن البعيدة عن مراكز التوزيع.

في ظل هذه الظروف، يعيش آلاف المرضى بين أمل وصول الإمدادات وخوف من انقطاعها، لتبقى حياتهم معلّقة على جرعة دواء قد تتأخر يومًا آخر.

لمحة عامة عن داء السكري :

ما هو السكري؟

السكري هو مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج كمية كافية من الإنسولين — الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم — أو عندما يفشل الجسم في استخدام الإنسولين بشكل صحيح.

ومع مرور الوقت، يؤدي ارتفاع السكر في الدم إلى تلف الأوعية الدموية والأعصاب، مما يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب، الفشل الكلوي، فقدان البصر، وبتر الأطراف.

الأعراض والعلامات التحذيرية

غالبًا ما يوصف السكري بأنه “القاتل الصامت” لأن أعراضه في البداية خفيفة أو غير ملحوظة، لكن مع مرور الوقت تبدأ علامات التحذير في الظهور، مثل:

• العطش المستمر وكثرة التبول

• الشعور بالتعب والإرهاق

• فقدان الوزن غير المبرر

• ضعف النظر أو تشوش الرؤية

• بطء التئام الجروح

ويحذر الأطباء من تجاهل هذه الإشارات البسيطة، مؤكدين أن الكشف المبكر يمكن أن يغير حياة المريض بالكامل.

الوقاية والعلاج

الوقاية من السكري ممكنة، خصوصًا من النوع الثاني. الخبراء ينصحون بـ:

• اتباع نظام غذائي متوازن يقلل من السكريات والدهون

• ممارسة النشاط البدني المنتظم

• الحفاظ على وزن صحي

• الامتناع عن التدخين

• إجراء الفحوصات الدورية خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي مع المرض

العلاج يعتمد على الإنسولين أو الأدوية المنظمة للسكر، إلى جانب الالتزام بنظام غذائي صارم ومتابعة طبية مستمرة.

يظل السكري مرضًا يمكن التعايش معه إذا توافرت الرعاية المنتظمة والدواء، لكن في ظل الأوضاع الحالية، يزداد قلق المرضى الليبيين من مستقبل غامض يهدد حياتهم مع كل تأخير في توفير الإنسولين.

ويبقى السؤال الأهم: هل تصل الشحنات إلى من يحتاجها فعلًا؟

شاهد أيضاً

الصحة العالمية: 900 وفاة في غزة بسبب تأخر الإجلاء الطبي

الصحة العالمية: 900 وفاة في غزة بسبب تأخر الإجلاء الطبي

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 900 شخص في قطاع غزة لقوا حتفهم أثناء …