مع بدء العام الدراسي، تتزايد المخاوف بشأن العادات الغذائية غير الصحية لدى الأطفال، خاصة الإفراط في تناول السكاكر والحلويات، والتي لا تقتصر أضرارها على الصحة البدنية فحسب، بل تمتد لتؤثر بشكل مباشر على قدرتهم على التركيز والأداء الأكاديمي.
يؤكد خبراء التغذية والسلوك أن السكريات تمنح الجسم دفعة سريعة من الطاقة، يتبعها انهيار مفاجئ في مستوى سكر الدم، مما يؤدي إلى تقلبات مزاجية حادة، وشعور بالخمول، وصعوبة في الانتباه والتركيز داخل الفصل. هذه التقلبات تؤثر سلبًا على قدرة التلاميذ على استيعاب المعلومات، وتجعلهم أكثر عرضة للإجهاد والتعب، مما ينعكس على أدائهم الدراسي.
ولا يقتصر الخطر على السكريات المضافة فقط، بل يمتد ليشمل المواد الملونة والمنكهات الصناعية الموجودة في معظم الحلويات، والتي تزيد من فرط النشاط والسلوكيات الاندفاعية لدى الأطفال، وخاصةً أولئك الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، مما يجعل إدارة سلوكهم أكثر صعوبة.
إلى جانب التأثيرات السلوكية والتعليمية، يحذر الأطباء من أن الاستهلاك المفرط للسكريات يضع الأطفال في دائرة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة في المستقبل، مثل السمنة، والسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب. كما أنها تضعف الجهاز المناعي، وتزيد من خطر تسوس الأسنان بشكل كبير.
للحفاظ على صحة التلاميذ وتعزيز قدرتهم على التعلم، يشدد خبراء التغذية على أهمية استبدال السكاكر والحلويات بخيارات صحية، مثل الفواكه الطازجة، والمكسرات، والوجبات الخفيفة الغنية بالبروتين والألياف. كما ينصحون بالحرص على أن يتناول التلاميذ وجبة إفطار صحية ومتكاملة قبل الذهاب إلى المدرسة، وتجنب المشروبات الغازية والعصائر المحلاة.
وفي الختام، يظل الوعي الصحي لدى الآباء والمربين هو الخطوة الأولى نحو بناء جيل يتمتع بصحة جيدة وقدرة عالية على التحصيل العلمي، بعيدًا عن مخاطر الأطعمة المصنعة والسكريات.