جيلنا عاش معقبات الاستعمار البغيض وحلمنا بأوطان تقود الأمم وتبني الحضارات وتستكمل تطور الحضارة الإنسانية التي بناها الإسلام والعرب منذ خمسة عشر قرن ، وكيف ونحن نعيش بقواعد وأسس ونظريات وسياسات ودول وحدود وضعنا فيها الاستعمار ، وزرع فينا جسم خبيث مدعوم من أراذل البشر وصدقنا كل الأقنعة بدء من انهم العالم المتقدم والدول المتحضرة والحضارة الإنسانية والديموقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير والقوانين الدولية والقوانين الإنسانية وحماية المدنيين ، وأن المدارس والمستشفيات ودور العبادة محصنة بالقانون والقيم الإنسانية والأخلاقية ، وفلسطين منذ 47 وهي المفروض قضية أساسية وجوهرية ومصيرية للفلسطينيين والعرب والمسلمين ، وتوالت الأحداث والنكسات والانكسارات حتى صرنا قاب قوسين وأدنى بأن نبصم بالعشرة على التطبيع والعقد الإبراهيمي والشراكة والسياحة
، وكان السابع من أكتوبر المفاجأة ،
اليوم الذي أشبه بالقيامة زلزل الأرض وأسقط جميع الأقنعة والأساطير وهد الحصون ، وكشرت الحضارة المزيفة عن أنيابها وظهرت وبانت شرورها ، وعلى المباشر صنيعتهم وإنجازهم يتابع العالم التدمير والقتل والإبادة الجماعيه والتطهير العرقي لسكان قطاع غزة بأسلحة الدمار المحرمة ، والحمم التي تتساقط على رؤوس المدنيين الأبرياء العزل ، وتدمر البيوت على رؤوس ساكنيها ، والمدارس والمساجد والكنائس تدك على من فيها ، وتقصف المستشفيات والمرافق الصحية وتدمر على رؤوس المرضى والجرحى والأطباء والتمريض ، وتقصف سيارات الإسعاف والإنقاذ والطوارئ ، ويقتل الطبيب والمسعف والجريح ، ويحاصرون شعب أعزل في رقعة صغيرة من الأرض يطالبونه بالنزوح بين الأماكن في العراء بلا غذاء ولا ماءً ولا دواء ، ويقتلونهم على الطرقات من النزوح الى النزوح ، ولا وجود لأي قوانين أو أعراف أو مبادئ إنسانية تحمي الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والجرحى ، وتُسير للعدو جسور جوية ، واساطيل بحرية ، وخزائن نقدية ، والفلسطنيين في غزة تدمر مخابزهم ومخازن السلع الغذائية وآبار المياه ، وتقفل عنهم المعابر ليموتوا بكل الطرق وجميع السبل بالقتل بالسلاح الذي لايبقي لا جسد ولا شجر ولا حجر ، وبالتجويع وبالمرض ، وحولوا المستشفيات بعد تدميرها لمقابر جماعيه ونبشوها ، ولازال العالم ينتظر من الأشرار خير وتناسى العرب والمسلمين أنهم هم الحضارة الإنسانية ، وهم المبادئ والأخلاق النبيلة ، وهم أهل العلم والثقافة والمعرفة التي يعيش عليها العالم اليوم ، وتناسى العرب والمسلمين أنهم الطب والهندسة والزراعة والرياضيات والفلك والصناعة ، ونسوا ابن سينا والرازي والطبري وابن البيطار وجابر بن حيان والمجوسي وداود الأنطاكي والبيروني ، ونسوا انهم أول من شيد المستشفيات وصنع الأدوية ووضع القوانين والانظمة الصحية ، ويشهد على ذلك تراجمهم والنوري والدمشقي وابن طولون والمؤيدي والمستشفيات منتشرة من أقاصي المشرق إلى أقاصي المغرب حتى الأندلس التي شُيدت بها اكبر واجمل مستشفيات الدنيا ،
ويقيم بها المرضى الفقراء من الرجال والنساء لمداواتِهم إلى حين برئِهم وشفائهم، ويصرف ما هو معد فيها للمداواة، ويفرق للبعيد والقريب، والأهلي والغريب، والقوي والضعيف، والدني والشريف، والعلي والحقير، والغني والفقير، والمأمور والأمير، والأعمى والبصير، والمفضول والفاضل، والمشهور والخامل، والرفيع والوضيع، والمترف والصعلوك، والمليكُ والمملوك، من غير اشتراط لعوضٍ من الأعواض، ولا تعريض بإنكار على ذلك ولا اعتراض، بل لمحض فضل الله العظيم وطَوْله الجسيم، وأجره الكريم، وبرّه العميم”.
(وهذه كانت كلمة المنصور بن قلاوون في افتتاح بيمارستان ابن طولون منذ 800 عام وجميع مستشفيات المسلمين في خدمة البشرية بنفس النهج ، ونسي العرب والمسلمين الأزهر أقدم جامعة ولازالت تعمل والزيتونة والقرويين ، ويتناسوا أن أبنائهم رجال ونساء تعج بهم اليوم معامل ومراكز الأبحاث والجامعات والمستشفيات والمصانع ولا بأس بالمقاهي والمطاعم والنظافة فى بلدان الأشرار مدعي الحضارة المزيفة ، التي أسقطها السابع من اكتوبر وحق المقاومة وتقرير المصير وتحرير الأرض ، إن الدرس الإنساني الذي قدمه الغزي واللبناني ومن يساندهم هو أنه لا خير ولا رجاء ولا أنسانية في من صنعوا أمجاد وحضارات مزيفة بأحتلال الأوطان وقتل الشعوب ونهب ثروات الأمم واستعباد البشر ، ومن لوثوا الكون وغيروا المناخ ، وحرموا الشعوب الفقيرة من الدواء والغذاء ، ويدعموا الظالم والمحتل ..
#غزة_عام_على_الحزن
النصر والمجد لفلسطين العربية الأبية ولمن يساندها ، والخزي والعار لمن وقف دون ذلك .