منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
منصة أكاديمية الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) تدق ناقوس الخطر بعد تأكيد انقراض طائر الزريق رفيع المنقار في مشهد يعكس تدهور الموائل البشرية في سماء المغرب.
في ضربة موجعة للتنوع البيولوجي العالمي، وتأكيداً على حجم التحديات التي تواجهها الطبيعة، أعلنت منصة أكاديمية الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) عن انقراض طائر الزريق رفيع المنقار، ذلك الطائر المهاجر الذي لم يُرصد بشكل مؤكد منذ عام 1995 في المغرب. يشكل هذا الإعلان، الذي يأتي رغم التقدم التكنولوجي الهائل، مؤشراً خطيراً على تسارع فقدان التنوع البيولوجي وتأثير الأنشطة البشرية المدمرة.
كانت آخر عملية رصد واضحة لطائر الزريق رفيع المنقار، الذي يُعتبر رمزاً للطبيعة المتعددة، في المغرب عام 1995، ومنذ ذلك التاريخ، فشلت كافة حملات الرصد والبحث المتفرقة التي قام بها الباحثون والمنظمات البيئية في العثور على أي دليل قاطع لوجوده، مما دفع خبراء الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة لتطبيق “إطار عمل احتمالية الانقراض” ليُصنَّف الآن رسمياً على أنه “منقرض”. وتشير التقارير إلى أن المشاهدات التالية المتفرقة في مناطق أخرى كانت ناتجة عن خلط بينه وبين أنواع طيور أخرى متشابهة.
يلقي انقراض هذا النوع بالضوء على التهديدات المباشرة التي تواجه الكائنات الحية، والتي تعكس بشكل صارخ تأثير الوجود البشري، وتشير الأسباب المُرجحة إلى جملة من العوامل المدمرة، أبرزها:
التوسع العمراني والتغيرات في استخدام الأراضي الساحلية والرطبة التي كان يستخدمها الطائر للتغذية والشتوية.
الضغوط البيئية الناتجة عن الصيد واستخدام الأسلحة التي أدت إلى تقليص أعداده بشكل حاد.
تلوث مصادر الغذاء والبيئة بالمبيدات السامة التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على السلسلة الغذائية وصحة الطيور.
يمثل انقراض طائر الزريق رفيع المنقار ليس مجرد خسارة بيئية، بل هو ضربة قوية لجهود الحفاظ على التنوع البيولوجي العالمي، إنه يشكل دعوة عاجلة للتأمل في مسؤولية البشر تجاه الكوكب، إن وجودنا مرتبط بوجود هذه الأنواع، وفقدانها يؤدي إلى هشاشة النظم البيئية التي نعتمد عليها.
ويؤكد الخبراء في أكاديمية الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة على ضرورة تفعيل خطط أكثر صرامة لضمان حماية الأنواع المهددة وبيئاتها الطبيعية، والمواجهة الفعالة لظاهرة التغير المناخي والتدخلات البشرية، حتى لا نودع المزيد من كائنات الأرض إلى الأبد.
